واشنطن تفرمل إنفتاح المملكة على الأسد
واشنطن تفرمل إنفتاح المملكة على الأسد
قبل شهر من موعد القمة العربية، المقرّر عقدها في الرياض الشهر المقبل، سجّل مشهد العلاقات في المنطقة، إنقلاباً في المعادلات القائمة تحت عنوان الإنفتاح على دمشق من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى رأسها السعودية التي تستضيف القمة على أراضيها وتستضيف الرئيس السوري بشار الأسد في صفوفها، وذلك، في مؤشرٍ واضح على أن التطبيع العربي مع دمشق قد وصل إلى نقطة حاسمة. لكن هذا الإنفتاح، قد أثار حفيظة واشنطن التي تسعى إلى فرملة الإندفاعة السعودية والخليجية تجاه دمشق، وأطلقت أكثر من تحذير من التطبيع معها.
وفي هذا الإطار، يرى الكاتب والمحلِّل السياسي طوني عيسى، أن “خيارات القيادة السعودية الجديدة، تركِّز على زيادة الرصيد الذي تملكه المملكة شرقاً وغرباً، أي عدم الإبقاء على العلاقات السعودية بالأميركيين كما كانت في العهود السابقة وبشكل تقليدي، وكذلك بالنسبة للعلاقة مع الدول العربية ومع سوريا، علماً أن هذا الأمر سيتمّ على حساب الولايات المتحدة الأميركية”.
ويعرض المحلِّل عيسى لـ”ليبانون ديبايت”، مراحل التطور في علاقة السعودية مع واشنطن، والذي ظهر من خلال عنصرين أساسيين، الأول رفض الطلب الأميركي من الدول الخليجية القادرة على التحكم بالنفط، بأن تضغط على روسيا ومحاصرتها مع بدء الحرب في أوكرانيا، أمّا العنصر الثاني، فهو الإنفتاح العربي على الصين الذي ظهر لاحقاً في الإتفاق بين السعودية وإيران برعاية بكين.
ومن هنا، يشير عيسى إلى أن “هذا الخيار، يشكّل المظلة التي تتحرك السعودية من خلالها وينعكس على الأزمات الإقليمية من اليمن إلى العراق إلى سوريا ولبنان، كما أن الإنفتاح السعودي على الأسد يندرج ضمن هذا السلوك، خصوصاً أن السعودية جرّبت أسلوب المواجهة مع الأسد من خلال دعم القوى المعارضة في السابق، ولكن من دون نتيجة، وربما استنتجت القيادة السعودية الجديدة الآن، أنه من الأفضل الذهاب إلى البراغماتية بدل المواجهة التي لا توصل لمكان”.
ومن ضمن هذا السياق، يلفت عيسى، إلى “الفتور الدائم في العلاقة ما بين إدارة بايدن والقيادة السعودية الجديدة منذ اللحظة الأولى لمجيء بايدن، في ضوء أجواء في الخليج العربي، تقول إن واشنطن كانت تدعم قوى المعارضة ضد الأسد شكلياً وليس فعلياً، أي بقيت تتعاطى مع الأسد ووقفت ضد إسقاطه، لذلك، فإن النهج السعودي الجديد في هذا الإطار هو رفض العودة إلى السابق، ومواصلة الإنفتاح على الأسد، وهذا ما أثار حفيظة الأميركيين الذين وجّهوا إنذارات بالحذر لأن عقوبات قانون “قيصر” لم تُرفع بعد، ويمكن أن تتعرّض لها كل جهة ستتعاون مع النظام السوري لاحقاً”.
وبالتالي، فالتحدي اليوم، وفق عيسى، هو كيف سيتعاطى السعوديون مع هذا التحذير، خصوصاً وأن الرياض مهتمّة بعدم الخلاف مع واشنطن، وتسعى لإقامة حوار بينهما حول الإنفتاح على الأسد، وإقناع واشنطن باستيعاب الأسد وإبعاده عن الحضن الإيراني.
وعن موقع لبنان في هذه المعادلة، يقول عيسى إنه “إذا تمّ هذا الإنفتاح ضمن توافق عام أميركي وفرنسي وعربي، من الممكن أن يتأثر لبنان بذلك، ولكن من المبكر التكهّن مسبقاً، إنما من الثابت أن هذا الإنفتاح سيؤثر على لبنان، خصوصاً لجهة نوع وطبيعة التسوية التي ستحصل”.
ليبانون ديبايت
لمشاهدة المزيد اضغط هنا