هل باتت “القوات اللبنانية” ممرا إلزاميا للتسوية
هل باتت “القوات اللبنانية” ممرا إلزاميا للتسوية
على حافة الهاوية يمارس رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع السياسة في المرحلة الاخيرة، خصوصا انه يعلم جيداً ان التسوية السياسية المقبلة تحتاج الى غطاء سياسي مسيحي، لكنه يظهر حتى اللحظة انه خارج اي توافق رئاسي حتى لو تكافلت كل الدول المعنية لاتمامه والدفع بإتجاهه.
في الشكل يؤكد جعجع انه ضد ايصال مرشح يدعمه حزب الله، لانه تسليم لارادة الحزب السياسية وتكريس لقدرة الحزب على ايصال رئيس الجمهورية في لبنان. فبعد ايصال الرئيس ميشال عون يكون الحزب قد فرض ايصال رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية.
تبعات هذا الامر كثيرة، اصغرها انه سيجعل كل الطامحين الرئاسيين قريبين من الحزب ولن يتجرأ اي منهم على معاداة الحزب استراتيجيا او حتى تكتيكيا لانه الاقدر على تبني المرشحين الرئاسيين وايصالهم الى قصر بعبدا، وهذا ما ستعتبره القوات اللبنانية هزيمة استراتيجية داخل الشارع المسيحي.
لذلك فإن جعجع يحاول تحقيق اميرين، الاول عرقلة وصول رئيس تيار المردة الى سدة الرئاسة، هذا بحد ذاته انجاز يمكن استثماره اعلاميا وسياسيا في الشارع المسيحي على اعتبار انه كسر لحزب الله وذلك في حال استطاع جعجع القيام به.
اما الامر الثاني فهو ان جعجع سيفرض نفسه ممرا الزاميا لوصول فرنجية لبعبدا في حال تعذر عليه منع وصوله وعرقلة التسوية الاقليمية، وعندها سيكرر ما حصل خلال التسوية الرئاسية بينه وبين الرئيس ميشال عون قبل نحو سبع سنوات، لكن هذه المرة وفق شروط مختلفة يحقق من خلالها جعجع مكاسب جدية تثبت حضوره داخل الدولة.
يعلم جعجع حاجة جميع القوى السياسية لغطاء مسيحي، ويدرك ايضا ان التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل غير قادر على تقديم تنازل جدي في المعركة الرئاسية بسبب خلافه العميق مع حزب الله ما يحول القوات الى الشريك المسيحي الوحيد في حال كان المرشح المراد ايصاله الى بعبدا، فرنجية او حتى قائد الجيش العماد جوزيف عون.
لكن هناك خيط رفيع بين حصول جعجع على ما يريد وبين خروجه بالكامل من التسوية، خصوصاً ان التقارب الاقليمي الاقليمي يتسارع وسيصل في لحظة ما الى الملفات اللبنانية وعندها سيكون خيار جعجع وخطواته السياسية اساسيا في تحديد تطور المسار التسووي الرئاسي وغير الرئاسي.
لبنان 24