التسوية الرئاسية المقبلة.. مَنْ يعطي الضمانات
التسوية الرئاسية المقبلة.. مَنْ يعطي الضمانات
إحدى الاشكاليات الاساسية التي تساهم في عرقلة وصول رئيس “تيار المردة”سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، او الاصح تعرقل تصاعد الدخان الابيض حول اسمه من بعض العواصم العربية والخليجية، هي التجربة السيئة التي حصلت في سنوات عهد الرئيس ميشال عون، اقله، بنظر هذه العواصم.
اهم سيئات عهد عون، كما تراه دول الخليج وتحديدا المملكة العربية السعودية، هي تماهيه مع حزب الله، وفشله في “لبننة” الحزب، وهو المصطلح الذي استخدم لاقناع السعودية بالسير بتسوية “عون – الحريري” عام ٢٠١٦، عندها قيل ان عون حليف حزب الله الاقرب ،وهو قادر على لبننته.
اعتقد كثيرون في الداخل والخارج ان رغبة حزب الله بإنجاح عهد عون ستجعله يقدم تنازلات جدية، لكن هذا لم يحصل، اذ استمر الحزب بوضع اهدافه الاستراتيجية على رأس سلم اولوياته، حتى لو ادى ذلك الى تراجع قدرة حليفه على النجاح في عهده. لم يستطع عون وضع استراتيجية دفاعية ولا حتى سحب حزب الله من مناطق التوتر لا سيما في سوريا واليمن.
اليوم، يطرح السؤال نفسه على فرنجية ويطلب منه اعطاء ضمانات، وبحسب مصادر مطلعة، فإن الرجل اعطى ضمانات جدية بأنه سيلتزم الحصول من حزب الله على ما لم يستطع احد الحصول عليه منه، لكن مثل هذه الضمانات لا يمكن ان تكون واقعية خصوصا في ظل وجود تبدلات متسارعة في توازنات المنطقة.
يعرف الفرنسيون ان فرنجية غير قادر على اعطاء ما لا يملك، وان من يستطيع اعطاء الضمانات هو حزب الله وحده، وبالرغم من ذلك فإن الحزب وفي قضية اكبر من رئاسة الجمهورية لم يعط اي ضمانة للفرنسيين بتهدئة جبهة الجنوب في مقابل حضور شركة توتال الى البلوك النفطي رقم 9.
مع ذلك، يعتمد فرنجية على التسوية في المنطقة للقول ان الضمانات التي يقدمها، هي تحصل حاصل، اذ ان عدم “اعتداء حزب الله” على دول الخليج وعدم تدخله في حروب المنطقة، بات امرا محسوبا بعد التسوية اليمنية السعودية وبعد المصالحات بين الرياض وطهران ودمشق، وبالتالي فإن احدى اهم ما يطلبه الخليجيون سيتم تحقيقه تلقائيا.
عمليا ستكون الضمانات التي يقدمها فرنجية جزءا من برنامجه الرئاسي، لكنها ستظل بنودا شكلية، لن يكون لها اي دور في تحسين حظوظه الرئاسية ولن تكون قابلة للتطبيق بحد ذاتها الا في اطار المناخات الاقليمية المرافقة…
لبنان 24