“Deal” بين جبران باسيل وزياد بارود
“Deal” بين جبران باسيل وزياد بارود
عن سابق تصور وتصميم، يتعمد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل عدم الخوض في التفاصيل الهامة التي تعكس حقيقة ما يجري في الكواليس.
جميع خطاباته وتصاريحه تتطرق للعموميات، قد يكون هذا دهاءً سياسياً مطلوباً، لكن في وضع مماثل لباسيل فأنه السياسي الأكثر حاجة للوضوح.
صدق باسيل حين قال إنه حريص على عدم حرق الأسماء، لذلك لم تصوت كتلته لأي مرشّح على مدار 11 جلسة. هو يعلم كما سائر اللبنانيين أن مرشّحه “محروق” حتى لو كان أقوى رجل على وجه الجمهورية.
وبعيداً عن كل ما تطرق إليه باسيل في مقابلته الإعلامية يوم أمس الأحد، فإن الرجل لديه هدف رئاسي وحيد عنوانه “إسقاط سليمان فرنجية”.
رئيس “التيار” لا يريد التوافق مع الكتل المسيحية الأخرى ولا يريد طعن “حزب الله” من جهة قصر بعبدا، جلّ ما يريده هو التوافق مع الحزب على مرشّح غير سليمان فرنجية ليضمن بقاءه في السلطة والحفاظ على الحالة العونية داخل إدارات ومؤسسات الدولة.
الجدير بالكشف، أن باسيل على غرار باقي الأحزاب، لديه مرشحين يريد ايصالهم لخلافة عمه الرئيس السابق ميشال عون، وفي طليعتهم الوزير السابق زياد بارود. وبحسب المعلومات فإن باسيل عقد deal سياسياً – رئاسياً مع بارود منذ قرابة الأربعة أشهر، وأخذ منه ما يكفي من ضمانات يريدها، عكس ما صرح به أنه يكترث فقط للإصلاحات لا للضمانات.
كما أن رئيس “التيار” طلب من بارود التودد للحزب على أساس أنه ليس مدرجاً على لائحة المرفوضين شيعياً. باسيل استند في ذلك إلى علاقة بارود الوطيدة مع مسؤولين كبار في “حزب الله”، وأخبره أنه بإمكانه إحداث خرقٍ ما على مستوى رئاسة الجمهورية.
وتكشف المعلومات ايضاً، أنه حين قام نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بالتصويت لبارود في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، كان ذلك بالتنسيق مع باسيل وبعلمه المسبق، وكان الهدف فتح الطريق “الرئاسي” أمام بارود عسى أن تتبنّاه باقي الكتل النيابية، خصوصاً أنه ضمن الأسماء التي حضرت في سلّة تكتل “التغيير” عندما أطلق المبادرة الرئاسية الشهيرة.
ما لم يفهمه باسيل حتى اللحظة رغم دهائه وذكائه، أن جميع القوى السياسية تتعاطى معه بأسلوب “رفضي”. وكل ما يصدر عن ميرنا الشالوحي في الإطار السياسي، يخضع لاختبارات الثقة التي فُقدت بين باسيل ومعظم من يتعاطون العمل السياسي على طول البلاد وعرضها.
“ليبانون ديبايت” – محمد المدني