أزمة الرئاسة: “لبنان القوي” أمام أسابيع مصيرية
أزمة الرئاسة: “لبنان القوي” أمام أسابيع مصيرية
لا يبدو النواب الخمسة “المشاكسون” داخل تكتل “لبنان القوي”، في وارد التراجع عن موقفهم المعارض لتبنّي تكتلهم خيار الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية. بناءً عليه يصبح استدعاء “قوة مكافحة الشغب” الثلاثاء المنصرم وإشراكها في إجتماع التكتل من دون نتيجة تذكر.
عملاً بما تقدّم، يستمر رئيس التكتل النائب جبران باسيل، في اعتماد “خطة الطوارئ” من خلال استخدام أصوات نيابية لدعم خياراته في مواجهة خصومه من “البرتقاليين”.
وقد أكدت يوم أمس سلسلة تسريبات ومواقف، أن التكتل، ذاهب بشكل موحّد إلى أي جلسة انتخاب رئيس، يدعو إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ما فُهم أنه كناية عن “إعلان نوايا” يوظّف في خانة الإيحاء بالقدرة على “صبّ” أكثر من 18 صوتاً برتقالياً في محفظة أزعور وتطمين “القوات”، وهو ما تدحض الوقائع المسجّلة السابقة والحالية أي إمكانية لحدوثه في ظل الإصطفاف البرتقالي الداخلي. فكتلة النواب “المنتفضين” ليست في صورة أي تغيير حاصل من هذا القبيل، وستقطع يدها قبل توقيع “إبراء مستحيل” جديد لجهاد أزعور.
إذاً القضية، قضية تصالح مع الذات. بعيداً من ذلك، يريد جبران باسيل من خلال النتائج التي يُعتقد أنها ترتّبت من وراء إقحام “مكافحة الشغب” في اجتماع تكتله الثلاثاء، إستخدامها في رفع نسبة الثقة “المهزوزة” مع “القوات اللبنانية” والتي عبّرَ عنها سمير جعجع في حديثه أمس للزميلة “الأخبار”.
وعلم “ليبانون ديبايت” أن “القوات” اشترطت على رئيس التيار، الإلتزام ليس فقط بتبنّي جهاد أزعور رسميًا، إنما الإلتزام بمنحه كامل أصوات التكتل. وفي هذا الصدد أتت مواقف مجموعة من نواب التيار يوم أمس.
إنزلاق باسيل إلى هذا المستوى غير المعهود في “الرضوخ” إلى تأثيرات “القوات” ومحاولة تبريرها أمام تكتله بأنها تأتي من خلفية مقتضيات المصلحة المسيحية، قضية يصعب مرورها أو هضمها من جانب حشدٍ “عوني” يعتبر أن القوات “تكيد” للتيار سياسياً وتراهن بمقدرتها على إبعاده عن حلفائه، وهو ما يعلمه “حزب الله” جيداً وسبق له أن أفهمه إلى قيادة التيار دون نتيجة.
لغاية الآن، تبدو الأجواء “مهزوزة” داخل تكتل “لبنان القوي” وسط ضبابية تلفح اي احتمال للدعوة إلى جلسة نيابية مقبلة، وشعورٍ بأن باسيل الذي استنفذ قواه السياسية، ما زال يُحاول “السيطرة” على الإنتفاضة الجارية من حوله والآخذة بالتطوّر وسط توفر احتمالات حقيقية لانفصال التكتل (بالمعنى الرئاسي).
وباسيل يرى في الإنتفاضة ضده إنتقاصاً من حضوره وتقويضاً لسيطرته، وتحدياً لقوة موقفه في تأييد جهاد أزعور. وفي هذا الصدد، يتعامل “النواب المنتفضون” على أن الأمور لم تُحسم بعد، طالما أن باسيل نفسه أعلن على هامش إجتماع الثلاثاء، “أن لا شيء محسوماً وأن الأمور مفتوحة على عدة احتمالات حتى يتمّ تعيين جلسة”، ما يمكن تفسيره في سياق “المراوغة” التي يعتمدها رئيس التيار.
أفعالٌ تأتي مجرورة بعلامات ارتباك واضحة في موقفه، ما تستغله معراب تحديداً في إرساء مزيدٍ من الضغوطات على باسيل لسحبه إلى موقعها. ويلتمس من محاولات “القوات” تدخلاً سلبياً في باحة التيار الخلفية. فما يبتغيه جعجع فعلاً، إرساء مزيد من عوامل اللاثقة بين النواب العونيين وتزكية “بذرة” النزاع في ما بينهم وصولاً إلى “شقّ الصف” وإضعاف التكتل، وهو النهج ذاته الذي مارسه مع نواب “التغيير” وصولاً إلى شقّ صفوفهم وتقويض حضورهم.
بخلاف ذلك، يبدو أن “لعنة التيار” آخذة في التحول إلى “وباء” يطال تكتلات عديدة أخرى. مثلاً، تكتل “نواب التغيير” مقبلٌ على اختبار حقيقي وهام، بعد ورود “دعوة” إلى النواب مصدرها الثلاثي وضاح صادق – مارك ضو – ميشال دويهي للمشاركة في اجتماع سياسي – رسمي مع المرشّح جهاد أزعور, وعلم “ليبانون ديبايت” أن الإجتماع المتوقع اليوم، سيتمّ عبر تقنية “زووم”، من دون أن يتأكد حضور جميع المدعوين.
ليبانون ديبايت