إلى طلاب “اللبنانية”… هل سيكون هناك عام جامعي جديد؟
المصدر: بيان
عقدت الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية اجتماعا برئاسة الدكتور عامر حلواني وحضور الأعضاء، وذلك من خلال تقنية “زوم”.
ناقش المجتمعون مضمون ما توصلت اليه الجمعيات العمومية التي انعقدت في المناطق، بالإضافة إلى الوضع الحالي للأساتذة، واصدروا بيانا رأوا فيه ان “الأزمة السياسية بشكل عام والمالية بشكل خاص تنعكس على الجامعة اللبنانية، الأمر الذي بدأ يتجلى بهجرة العديد من الأساتذة إلى دنيا الاغتراب، حيث يشعرون بالاحترام في التعامل بالإضافة إلى إمكان تأمين لقمة العيش بكرامة، و الاطمئنان الى مستقبلهم ومستقبل أولادهم”.
واعتبروا ان “أجر الاستاذ الجامعي، الذي اصبح يساوي بضعة دولارات، لم يعد يكفي لتأمين الطعام اليومي له و لعائلته، والوصول إلى الجامعة أصبح ضربا من ضروب المستحيل، فمادة البنزين غير موجودة، و ان وجدت فهي أصبحت تشكل عبئا ماديا على الاستاذ الجامعي. كما ان صندوق التعاضد الذي طالما شكل عامل استقرار نفسيا للأستاذة، أصبح اليوم ، على غرار جميع الصناديق الضامنة، لا يلبي الاحتياجات الأساسية للأساتذة الجامعيين. فالمستشفى لم يعد يستقبل الأساتذة الا مقابل مبلغ نقدي مرقوم، ومنح التعليم فقدت قيمتها وتراها محتجزة في المصارف”.
اضاف البيان: “أمام هذا الواقع، يقف الاساتذة الذين امضوا زهرة شبابهم في التحصيل العلمي، واعطوا خلاصة معرفتهم و خبرتهم لجامعة الوطن وطلابها، وفي قلبهم غصة وغضب على ما وصلت اليه أمور الوطن، و في عينهم دمعة حزن على المستقبل القاتم الذي ينتظرهم و ينتظر اولادهم اذا ما بقيت الأمور بلا معالجة كما هي عليه اليوم. إضافة إلى كل ذلك، الدواء مفقود، المواد الغذائية، إن وجدت، فباسعار جنونية، بالمختصر، انه الأمل المفقود”.
وتابع: “في المقابل، يلجأ هؤلاء الأساتذة إلى رئاسة الجامعة،
التي على كاهلها يقع حمل التخفيف من المعاناة الكبيرة التي يعانيها الأساتذة في ظل هذه الظروف القاهرة
التي تمر بها الجامعة لتأمين استمرارية العمل فيها. اما الحكومة،
المستقيلة قولا و فعلا عن تحمل مسؤوليتها، فلا تأبه بمصير البلاد والعباد،
وهي تتجاهل مطالبات الأساتذة الجامعيين الذين لم يتوقفوا يوما عن أداء مهامهم و رسالتهم، بالرغم من الوضع المادي المتردي و جائحة كورونا…
فبقي الاستاذ الجامعي من حاسوب بيته تارة، ومن هاتفه الخلوي المتعب تارة أخرى يقوم بالتعليم والمتابعة،
وبالتثقيف وإشعال الشموع في ظلمة ليل الوطن، عندما كان الآخرون يلعنون الظلمة و يتفرجون”.
ودعت الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين “جميع أصحاب النوايا الحسنة لمساعدة هذا الصرح التعليمي،
مصنع المثقفين و المفكرين، و مكان نشأة احرار الفكر والقرار”.
واكدت انه “منذ اللحظة لن يكون هناك بداية عام جامعي جديد،
لا بل هناك خطر واضح وجدي على إنهاء العام الجامعي الحالي،
بحيث أن بعض المجمعات الجامعية ستؤول الى الاغلاق القسري بسبب عدم وجود الأسباب الكفيلة باستمرار التشغيل،
كما أن الأساتذة والطلاب لن يكون بمقدورهم الوصول الى الجامعة بسبب الظروف الحالية.
مشيرة الى ان الأساتذة، كمجمل اللبنانيين، لم يعد لديهم شيئا ليخسروه،
هم الذين خسروا رواتبهم و التقديمات الاجتماعية ولن يقبلوا الا العيش بكرامة”.
وختم البيان “امام هذا الواقع، ستتابع الهيئة مع رئاسة الجامعة ووزارة التربية الوصول الى اجراءات داخلية
سريعة وعادلة تساعد على تثبيت الأساتذة في جامعتهم وتبعدهم عن التفكير الدائم بالهجرة،
وستقوم الهيئة بالتحركات كافة الكفيلة بتحقيق هذا المبتغى، وتأمل أن لا تضطر الى الوصول للتوقف القسري عن العمل”.