المحلِّلون قرفوا: ماذا تريدوننا أن نقول للمواطن؟
المصدر: ليبانون فايلز
تسأل بعض المحلِّلين القريبين من محور الممانعة عن أحوال التأليف، يجيبك بامتعاض عن هذا الملف البعيد عنه هذه الايام، فهو يتابع أمور المازوت والبنزين والدواء: “الناس شبعت حكي فاضي وهمها تاكل وتشرب”. البعض يخرج عبر الاعلام العربي والدولي في مداخلة يريدها، لأن بعض المحطات لا زال يدفع بالدولار لهؤلاء المحلِّلين، فهذا الامر يشكل له مصدر رزق. ويميل عبر مداخلته الى الوضع المعيشي السيئ ويصوب أيضاً على مرجعيته السياسية فيشملها مع الطبقة السياسية الفاسدة في البلاد. بعض المحلِّلين قرر خلع ثوب الانتماء الى السلطة لينضم الى صفوف المعارضة والمجموعات الثورية، فجأة أيقن أنه بحاجة الى التبصر قليلاً بأحوال العباد بعين ثاقبة ليرى الامور بعد أن منعته الغشاوة قبل سنوات عن “قول الحقيقة”،
فيسارع ومن دون تأخير الى الهجوم على الفريق السياسي الذي كان يحاضر عن عفته أو صوابية مواقفه.
يسعى المحلِّلون في زمن منصات التواصل الى اعطاء كل فريق ما يريده، فان أطل على منصة تابعة للمعارضة
يمرّر رسائله بحنكة ضد الفريق الحاكم ويغازل قوى المعارضة،
والعكس صحيح عندما يخرج عبر اعلام السلطة ليشكك بدور المجموعات على الارض وتأثيرها
على الرأي العام بعد أن فقدت مصداقيتها في أكثر من محطة.
بات هدف هؤلاء حصد المزيد من الاعجابات على مواقع التواصل لاحاديثهم،
مصورة كانت أم مكتوبة. وممّن ساهم بنقل التحليل السياسي من ضفة الى أخرى كانت تلك المنصات التي تسعى
بدورها الى جذب المشاهد مهما كانت نوعية المادة المقدمة، المهم اثارة الرأي العام واشعال جبهات التويتر
بين جمهورين يرغب كل واحد في شتم الآخر، ولا هدف له الا ابراز وجهة نظره ولو على حساب البلد.
لا جديد تقدمه الشاشة ولا المحلِّل الذي يطل عبرها، وكما يوجد في لبنان كارتيل مازوت وآخر للدواء ومنتجات أُخرى،
كذلك يوجد كارتيل اعلامي سياسي، يخرج هذا المحلل ويسقط آخر، وتُطبخ الاقسام
والمحاور والاسئلة في غرف نواب ووزراء وأحزاب لترويج الفكرة أمام الرأي العام،
وفي السنوات الاخيرة دخلت الجيوش الالكترونية على الخط لتكون الواجهة لتسويق الطبخات السياسية
مع محلِّلين اعترفوا اليوم أنهم “قرفوا من هذه المصلحة والشعب قرف منهم”.