اخبار عربية

“السعودية غير مستعدة لاستقبال ميقاتي”… هذا ما أكده بن سلمان لـ ماكرون!

المصدر: عربي بوست

دفعت التطمينات الخارجية رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، إلى قبول تكليفه بتشكيل حكومة في ظل أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها البلاد. وظهر أول هذه التطمينات من الدولة الفرنسية، التي تربطها بلبنان علاقات تاريخية خاصة.

فالأسبوع الماضي، افتتح ميقاتي عهده الحكومي عبر بوابة باريس، حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في قصر الإليزيه، لتحطّ بعدها طائرته في لندن، حيث التقى عدة مسؤولين.

بناء على ذلك، يعتبر المحلل السياسي جوني منيّر، أن “المدخل لكل مساعدات دولية هو صندوق النقد الدولي، والإصلاحات”، مشيراً في حديث لـ”الأناضول”، إلى أن “الفرنسيين ركّزوا على الإصلاحات في قطاع الكهرباء، خصوصاً تأليف (تشكيل) الهيئة الناظمة له”.

والهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء لها الحق بإصدار التراخيص للشركات الخاصة التي تنوي إنتاج الكهرباء وبيعها إلى شركة “كهرباء لبنان”.

في السياق، يشدد منيّر على أنه “لا يمكن التعويل على أي دعم خارجي أو خليجي، قبل تنفيذ الإصلاحات”. ويتوافق كلام منيّر، مع الخبير في الشؤون الأوروبية تمّام نور الدين، الذي أوضح لـ”الأناضول”، أنه “لا مساعدات إلى لبنان من دون إصلاحات”.

وفي هذا السياق، قالت مصادر دبلوماسية عربية لـ”عربي بوست”، إن اتصالاً رُتّب يوم الإثنين 27 أيلول 2021، بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لمناقشة الملف اللبناني عقب تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي مطلع الشهر الحالي.

وبحسب المصدر فإن الاتصال بين الجانبين ناقش سبل مساعدة لبنان للخروج من أزمته

ودعم الحكومة الجديدة، في ظل تعهدها بالقيام بإصلاحات.

إذ شدّد ماكرون لولي العهد السعودي على تطلّع باريس لقيام الرياض بإجراءات تنقذ لبنان،

عقب الأزمة الاقتصادية التي يمر بها منذ سنتين، والتي أثرت على جزء كبير من اللبنانيين.

لكن وفق المصدر, الموقف السعودي لم يكن إيجابياً، وأكد بن سلمان لماكرون

على عدم الرضا السعودي عن آلية تشكيل الحكومة، وعن السياسات اللبنانية المستمرة التي بقيت على حالها.

ووفقاً للمصدر، فإن بن سلمان أوضح للرئيس الفرنسي خلال اتصالهما أن مشكلة السعودية

مع لبنان ليست في الأشخاص ولا في الحكومة، بل في السياسات اللبنانية المتّبعة،

ولا سيما السياسة الخارجية والأداء المستمر وتغطية ممارسات حزب الله في المنطقة العربية.

وفي اتصالهما شدّد بن سلمان لماكرون على أن المشكلة السعودية الأوضح مع لبنان

هي حزب الله، وقدرته على فرض سياسته الخارجية على الحكومة الرسمية.

لذا، لا يمكن لأي مسؤول سعودي أن يوافق على مسايرة الفرنسيين وتقديم الدعم للبنان،

فيما حزب الله يستمر في مواجهة السعودية في اليمن والعراق وسوريا.

وأوضح بن سلمان للرئيس الفرنسي أن المملكة غير مستعدة في الوقت الحالي لاستقبال

ميقاتي واللقاء معه، وإعطائه شرعية للحكومة، في ظل الأداء المستمر والنهج المتبع،

وأن أقصى ما يمكن أن تقدمه هو لقاء مع وزير الخارجية فيصل بن فرحان، وليس مع الملك سلمان أو ولي العهد السعودي.

وخلال الاتصال بينهما، أوضح المصدر لعربي بوست أن ماكرون أكد لولي العهد السعودي

استعداد بلاده تقديم سلسلة ضمانات متعلقة بأداء الحكومة القادمة،

والتي تعتبر مهمتها الحالية وقف التدهور الحاصل في الاقتصاد المحلي، والتفاوض

مع صندوق النقد الدولي، وإجراء انتخابات برلمانية بإشراف دولي،

تسمح بإجراء تغيير على المجموعة الممسكة بالسلطة منذ عقود.

ووفقاً للمصدر فإن ماكرون حثّ بن سلمان على ضرورة الاستفادة من المناخات الإيجابية للحوار بين السعودية وإيران،

والعمل على نقل هذه المناخات لتنعكس على لبنان، في ظل أنه بحاجة للدول العربية للوقوف

إلى جانبه في هذه المرحلة الصعبة.

وبحسب المصدر، فإن وفداً فرنسياً سيضم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ورئيس المخابرات الخارجية برنار إيمييه،

سيتوجهون لزيارة المملكة العربية السعودية للقاء مسؤولين سعوديين ومناقشة الملف اللبناني بشكل أوسع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى