الإدارة تتحلل والحكومة شاهدة قريبا لا رواتب؟
يقترب العام من نهايته، ولا بوادر اتفاق مع صندوق النقد الدولي أو أقلّه لا معلومات عن مسار هذه المفاوضات حتى
الساعة. وعليه، فإنّ ما وعد به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بُعَيد تشكيل الحكومة بإنجاز الاتفاق مع صندوق النقد قبل
نهاية العام، يبدو مستحيلاً.
ما تحقّق حتّى اليوم هو تفاقم الأزمة على كل الأصعدة. فلا الحكومة تجتمع، ولا خطّة للتعافي أبصرت النور، ولا
إجراءات كفلت تهدئة سعر صرف الدولار مقابل الليرة.
والحال هذه، ثمّة من يتحدّث في الكواليس بأنّ الآتي سيكون أفظع، فإدارات الدولة التي يقتصر العمل فيها على يوم
في الاسبوع حدّاً أقصى، باتت في حالة شلل مميت. وإذا لم تجتمع الحكومة في وقت قريب لإقرار بعض المساعدات،
من بدلات نقل وغيرها، فإنّ عمل الدولة بأجهزتها ومؤسساتها قد يتوقّف بالكامل، الأمر الذي إذا ما حصل سيهدّد
مصالح اللبنانيين جميعاً. ولا يخفى على أحد، أنّ تحلّل الإدارة يعني التوقّف عن دفع الرواتب، ما سيفاقم الأزمة
المعيشية لكثير من العائلات التي ترزح أصلاً تحت خطّ الفقر.
لزوم إنعقاد مجلس الوزراء، شكّل محور اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برئيس الحكومة في قصر
بعبدا أمس. وبحسب معلومات “ليبانون فايلز” فإنّ الرئيس عون لم يخفِ استياءه من مسار الأمور، لناحية غياب اجتماعات مجلس الوزراء وما يترتّب على المراوحة من سلبيات، مكرّراً تأكيده على ضرورة فصل المسار القضائي في
تفجير مرفأ بيروت عن السياسة وإجتماعات مجلس الوزراء. كما أبدى استياءه من التعميم الأخير لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والذي رفع الدولار المصرفي من 3900
الى 8000 ليرة لبنانية، في خطوة لم تُنسَّق مع أحد، لا سيما أنّ الحكومة تُجري راهناً مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، وأتى القرار من خارج هذا السياق.
الواقع اللبناني المُزنَّر بقنابل موقوتة ينتظر أن تنفرج بعض أزماته بمساعدة قد تأتي من الخارج، تقول مصادر سياسية مُتابعة، مشيرة الى أنّ هذا الامر ينطبق تحديداً على ملفّ الكهرباء، مع ترقّب وصول الغاز المصري مطلع العام المقبل، فيما الوقت قد يطول أكثر بالنسبة الى الكهرباء من الأردن. وتضيف المصادر أنّ رئيس الحكومة وضع رئيس الجمهورية في أجواء زيارته الى القاهرة، وما لمسه من إيجابية مصرية لناحية تسهيل إمداد لبنان بالغاز عبر سوريا.
المصدر: ليبانون فايلز