غموض يلفّ مصير الانتخابات.. ولماذا سافر السنيورة؟
كتب منير الربيع في “المدن”:
لا يزال الميغاسنتر الكلمة المفتاحية لمقاربة الانتخابات النيابية. فإذا أقر، ثمة من يقترح تأجيلاً تقنياً للانتخابات، ريثما تكتمل التجهيزات القانونية واللوجستية له. وإذا لم يقرّ بذريعة حاجته إلى مزيد من الوقت، هناك من يطرح تأجيل الانتخابات بذريعة تقنية أيضاً. وعليه، يتزايد الحديث عن تأجيل الاستحقاق الانتخابي. وما جرى في جلسة اللجنة الوزارية المخصصة لبحث الميغاسنتر، كان في غاية الوضوح: رئيس الجمهورية وفريقه يعتبرون أن لا حاجة لأي إجراءات قانونية لإنشاء مراكز الميغاسنتر، وبالتالي الأمر سهل جداً، وسريع.
لكن هناك فريقاً يحاول إلقاء الكرة في ملعب المجلس النيابي، كوزير الداخلية الذي يعتبر أنه لا بد من إقرار قانون لذلك. وهناك صعوبات مالية وغيرها تتعلق بإنجاز لوائح شطب المغتربين وكيفية إيصالها إلى الخارج، ونقل صناديق الاقتراع من الخارج. وهنا تقول مصادر متابعة إن المسائل المالية يمكن حلها بسهولة إذا كانت النية متوفرة لإجراء الانتخابات.
سفارات وأقلية معارضة
لا يمكن تأجيل الانتخابات بلا ضوء أخضر خارجي، أو بلا ترتيب مع جهات خارجية فاعلة، أكدت باستمرار وجوب إجراء الانتخابات في موعدها. وتقول مصادر متابعة إن هناك اتصالات مع سفراء للبحث في إمكان إرجاء الانتخابات. وركيزة ذلك أرقام ومعطيات تفيد أن لا شيء تقريباً يتغير في نتائجها. فالتغيير يرتبط بخمسة نواب أو ستة فقط، في ظل الضياع الكبير الذي تعيشه قوى المجتمع المدني أو قوى الثورة والمعارضة، وعدم حسم خصوم حزب الله وحلفائه خياراتهم.
في المقابل، من يتحمس للانتخابات، يعتبر أن المسألة لا تتعلق بالأكثرية في ظل صعوبة الحصول عليها. والمهم هو الحصول على 15 أو عشرين نائباً مستقلاً أو معارضاً، يكونوا قادرين على تشكيل قوة فارقة في المجلس. ويمكن استخدامهم لترجيح كفة طرف على آخر، حسبما تفرض التوازنات داخل المجلس النيابي لحسم القرارات المهمة.
في انتظار السنيورة وباريس
ولا تزال المسألة تتخطى مجرّد استحقاق انتخابي. فالاهتمام يتركز على
جملة معطيات داخلية وخارجية. في الداخل الجميع يريد البحث عن تسوية سياسية جديدة تتعلق بالانتخابات الرئاسية،
وتشكيل الحكومة، وما يليها من تعيينات وتشكيلات في المواقع الأساسية في الدولة.
وهذه كلها تحتاج إلى انتظار التطورات الدولية والوقائع الإقليمية.
وهذا كله لا يعني أن الانتخابات أصبحت بحكم المؤجلة. فهناك قوى
تعمل وكأن الانتخابات حاصلة ولا يمكن تأجيلها، لذلك يستمر البحث في صوغ التحالفات وتشكيل اللوائح.
وبعدما أصبحت توجهات حزب الله وحلفائه معروفة في معظم الدوائر،
تتركز الأنظار على خصومه، وتحديداً في البيئة السنية، حيث يستمر
الرئيس فؤاد السنيورة في مساعيه لتشكيل لوائح، لا سيما في بيروت الثانية،
إضافة إلى التنسيق في دوائر أخرى. وبرزت في هذا السياق زيارة السنيورة باريس،
حيث يعقد سلسلة لقاءات مع لبنانيين، وربما مع شخصيات غير لبنانية. زيارة السنيورة
باريس تتزامن مع وجود مراون حمادة فيها، وبعدما زارها فارس سعيد أيضاً.
وقبل سفره إلى باريس التقى السنيورة وليد جنبلاط يوم الأحد الفائت
في كليمنصو، فعرضا الواقع السياسي وبحثا في كيفية خوض الانتخابات.
لم يكن السنيورة يمتلك تصوراً واضحاً بعد. لكن تصوره وخطته يتبلوران
في الأيام القليلة المقبلة. وهناك معلومات عن احتمال حصوله على إشارة عربية داعمة لتحركه.