اقتصاد

لماذا أُسقط آخر أمل لإستعادة أموال الناس؟

يا أيها الذين أوصلونا إلى الحضيض وإلى

مساواتنا من حيث تدّني نسبة السعادة

بدولة أفغانستان، أتدرون ما صنعت أيديكم

بهذا البلد الذي كان يوصف بـ”سويسرا الشرق” قبل

أن تأتوا إليه منذ سنوات وتتربعوا على كراسي المسؤولية فيه؟  

ما هذه “الغيرة” الفجائية على أموال المودعين،

وبالأخصّ الصغار منهم؟ أين كنتم يوم كان

هؤلاء يقفون صفوفًا طويلة أمام المصارف

لكي يحصلوا على حفنة من ليراتهم، التي لم

تعد تشتري لهم شيئًا؟ لماذا أسقطتم مشروع

الحكومة حول “الكابيتال كونترول”، وأنتم

تعرفون أنه “الخرطوشة الأخيرة” لإستعادة الناس ما تبقّى لهم من أموال؟   

صدّقوني لم يكن حلم اللبنانيين، جنوبً

ا وشمالًا، شرقًا وغربًا، الوصول إلى مستوى

السعادة التي تنعم بها شعوب الدول المتحضّرة،

أو أقله إلى مستوى السعادة التي يتمتع بها

من يعيشون في دولة الإمارات العربية، التي

خصّصت وزيرًا للسعادة، لأنها تدرك أهمية

أن يعيش من يستظل سماءها برفاهية وبحبوحة،

ومن دون قلق أو خوف من الغد

وما يخبئه المستقبل من مفاجآت غير منتظرة. 

فكل خطوة في هكذا دول تحترم ناسها

محسوبة النتائج على اساس أن فيها أنظمة تُحترم، وأن فيها حقوقًا وواجبات، وأن مواطنيها والقاطنين فيها متساوون تحت سقف القانون، وأن ليس هناك صيفًا

وشتاء فوق سقف واحد، وأن ليس هناك مواطن درجة أولى وآخر درجة ثانية، أو بالأحرى ليس هناك مواطن بسمنة وآخر بزيت. 
لم يكن طموحنا أن نصل إلى هذه الدرجة من الرقّي في تعامل الدولة مع مواطنيها ورعاياها. جلّ ما نطلبه أن يكون لدينا في بادىء الأمر دولة كاملة المواصفات، وهذا أبسط الحقوق وما يمكن أن نطالب به حتى نشعر بأننا نعيش في دولة تحرص على أن يكون مواطنوها في أمان أمني وإقتصادي وحياتي وغذائي. لا نطلب الكثير، لأننا نعرف إستحالة هذا الأمر في الوقت الحاضر.  
من حقّنا أن نطالب بأموال التي “حوشّناها” بـ”النص

والربع والليرة” تحسبًا لغدرات الزمان، فكان أن غدر بنا هذا الزمان، فهاجر من إستطاع إلى ذلك سبيلًا. أمّا الذين بقوا، إما عن قناعة وإما لعدم توافر فرص الهجرة، فلا يزالون ينتظرون أن يأتيهم الفرج من حيث لا يتوقّعون.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com