اخبار محلية

التهديد بالحرب الإسرائيليّة… خبير عسكري يَكشُف الأسباب!

إرتفعت وتيرة الحديث عن إمكان إشتعال الجبهة الجنوبيّة، لا سيّما بعد كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي حسم أنّ “الإنتخابات لن تكون العائق أمام جهوزيّة

الحزب لأي مُحاولة إسرائيلية لإشعال تلك الجبهة، كما أتَت مسيرة الإعلام لترفع مِن منسوب هذه المخاوف”.

ويرى الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية العميد الركن خالد حماده، أنّ “هذه الحملة التي قادها حزب الله للتسويق لعدوان إسرائيلي أو لتهديدات سيتعرّض لها لبنان

ولا سيّما عند الحدود الجنوبية لا تعدو كوْنها مادة إعلامية للإستخدام المحلي، فالتهديد الإسرائيلي قائم ولا داعي للتذكير به. لقد لجأ الأمين العام لحزب الله لإستخدام

هذه التهديدات في الأيام القليلة التي سَبقت

الإنتخابات في سياق الترويج الإنتخابي وشدّ العصب، وربما ليقينه

أنّ مشروع المقاومة في لبنان بنسخته المُستهلكة لا

زال يتمتع بالمصداقية لدى اللبنانيين

ولا يزال قابلاً للإستثمار في المعركة الإنتخابية.

ويُتابع، “إستعاد نصرالله التهديدات عيْنها مرة أخرى لجذب الأنظار عن التغييرات التي أحدثتها نتائج الإنتخابات الأخيرة وتَبدّل المشهد السياسي وفشل حزبه في الإحتفاظ بالأكثرية النيابية،

حيث لم يعد بإمكانه الضرب على الطاولة والقول لدينا أكثرية نيابية ونحن نتكلم بإسمها فكان لا بدّ من تعويض

الخسارة . أراد نصرالله القول إنّ الإستحقاقات الدستورية

والمسار السياسي برمّته للمجلس النيابي الجديد، بما

في ذلك مسألة تكوين السلطة، لا يمكن أن يتقدّم على أولوية التّصدي

للعدو الإسرائيلي. وبهذا المعنى فإنّ المطالبة بتشكيل حكومة إختصاصيين وطرح أي مشروع إصلاحي في القضاء أو الطاقة أو الإقتصاد يجب أن ينطلق من هذه الأولوية”.

ويقول: “في هذا رفض مبطّن لأي حكومة لا تجمع كلّ المكوّنات السياسية ولا تكرر نموذج ما سمّي بحكومات الوحدة الوطنية، وربما يطرح حزب الله عند تعذّر تسميّة رئيس جديد للحكومة

ترميم حكومة تصريف الأعمال الموجودة حالياً لاستحالة تشكيل حكومة غير سياسية في ضوء التهديدات الإسرائيلية التي يعتبر الحزب إنه المعني الأول بمواجهتها وهو المصدر الموثوق

بالتنبؤ بحصولها”، وبالتالي الإلتفاف على نتائج

الإنتخابات وإعادة عقارب الساعة إلى ما قبل الخامس عشر من أيار”.

ويُوضح العميد حمادة أنّ “تصريحات السيد حسن نصرالله والتي تروّج للتهديدات الإسرائيلية وتقديمها كأولوية سياسية تتّسق بشكل واضح مع طريقة تناوله للإستراتيجية الدفاعية

التي أتت أقرب إلى اختبار نوايا من دولة لدولة أخرى،

وبما لا يمتّ بصلة لمشروع الدولة ذات السيادة الناجزة،

وبما يؤكد أنّ حزب الله لن يكون بشكل من الأشكال تحت سقف

أي معادلة سياسية أفرزتها الإنتخابات

بل هو مستمر في مشروع تطويع الدولة “.

ويضيف، “يريد حزب الله إسقاط هذه التهديدات على الحياة السياسية اللبنانية وربما سينقلها الى الإستحقاق الرئاسي بهدف تعطيله تحت

عنوان تعذّر تأمين أكثرية الثلثيّن حول

شخصية موثوقة من الحزب وقريبة من الممانعة”.

ويَعتبر، أنّ “هذا الترويج للتهديدات ليس سوى محاولة

لتعويم دور نصر الله بعد أن وضعت الإنتخابات حلفاءه

خارج الندوة النيابية، وذلك ينسجم برأي حمادة مع البروبغندا

التي تعتمدها طهران دائماً للإيحاء بأنها تمتلك المبادرة ولديها دائماً العديد من الأوراق. وليس أدلّ على ذلك من حملة التضليل التي توّلتها صحف دولية نقلاً عن مصادر غير

معروفة والتي سوّقت بقوة لإخلاء القوات الروسية

مواقعها في سوريا لصالح الميليشيات الإيرانية

والحرس الثوري الإيراني، بهدف الإيحاء بأن هناك توافقاً دولياً للإبقاء

على السيطرة الإيرانية على لبنان وسوريا”.

ويختمُ العميد حماده: “إستناداً للتجارب السابقة مع العدو الإسرائيلي فإنّ هذا التسويق يفتقر للظروف الموضوعية الدولية والإقليمية التي تبدو غير ناضجة لتغييرات ميدانية حقيقية،

ولا شك أنّ في ذلك رسائل إيرانية موجّهة إلى الدول

العربية وللداخل اللبناني، يريد نصر الله إسقاط

هذه التهديدات على الحياة السياسية لإرباك

البرلمان الجديد والمسار السياسي العام،

ووضع مفاعيل الإنتخابات النيابية خارج الفعاليّة

، بمعنى أدق إجهاض أي محاولة إصلاحية قد تتناول

ملفات الفساد والكهرباء والقضاء والنهوض

الإقتصادي ليتقدّم عليها موضوع

التّصدي للتهديدات الإسرائيليّة المرتقبة حيث لا وقت متاح لمُناقشة قرار السلم والحرب والسيطرة على الحدود والمعابر وسواها من أساسيات السيادة والإستقلال”

مواضيع ذات صلة

https://beirut-elhora.com/category/%d8%a7%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9/

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى