هل تعانون من هذه الأعراض؟.. حساسية الربيع أم انفلونزا معدية!
هل تعانون من هذه الأعراض؟.. حساسية الربيع أم انفلونزا معدية!
كما في كل عام، وفي هذه الفترة من السنة، تتحول حياة كُثر الى معاناة حقيقية بسبب حساسية الربيع وأعراضها التي تؤدي ببعض الحالات الى الاكتئاب بسبب ضعف القدرة على المواجهة أحيانا.
ويعاني كثيرون من امراض الحساسية وخصوصا مع بداية فصل الربيع، معاناة تصل حد الاختناق او المشاكل الرئوية الكبيرة. ويُعتبر هذا العام الاقسى على من يعاني من الحساسية الموسمية لاستمرار التقلبات في الطقس من دون استقرار، حيث شهدنا ولا نزال على منخفضات جوية وأحيانا ارتفاع في درجات الحرارة، ما يزيد من العوارض والآلام في ظل استمرار تسجيل إصابات كورونا وانفلونزا الخنازير او ما يُعرف بـ H1N1، وإن كان بنسبة أقل بكثير.
وتصنف هذه الحساسية الى درجات، قد تؤدي الى الاختلاط بينها وبين الأمراض الفيروسية المعدية، والتي شهدنا على تسجيل حالات منها، وهو ما يوضحه الاخصائي في أمراض الرئة الدكتور باسم جمعة في حديث لـ”لبنان 24″، مشيرا أولا الى أهمية تعريف ما هي الحساسية كي لا يتم الخلط بينها وبين الامراض الفيروسية الأخرى، حيث لكل واحدة منها علاج ولا يجب الاستهتار ابدا بالحالات مهما كانت درجتها.
ردة فعل مناعية
ويعرّف جمعة الحساسية، بانّها ردة فعل مناعية يقوم بها الجسم تجاه أي مواد خارجية تدخل عليه، مثل الغبار والفطريات وبعض الأطعمة. “لذلك نلاحظ انّ أكثر الحساسيات تبقى موسمية أي لفترة معينة من السنة، فيُصاب الشخص بأعراض الحساسية ومن ثم تختفي. وفي كل فصل من فصول السنة هناك حساسية، وليس فقط في الربيع كما يعتقد البعض”.
وبحسب جمعة “الحساسية المعروفة في هذا الفصل تُعرف أيضا باسم حمى القش، وسميت كذلك لأنها كانت تحصل قديما في موسم الحصاد، فأصبح الناس يتداولون هذه التسمية في ما بينهم”. والحساسية لديها قواسم مشتركة كثيرا مع الزكام أو الأنفلونزا التي تصيب الانسان في فصل الربيع، أمّا الفوارق فترتبط بالأسباب المسببة للحساسية وهي مواد مختلفة تصيب الطبقة المخاطية في الانف والعيون والاذن، امّا أسباب الزكام فتحصل بسبب الإصابة بالفيروسات المختلفة.
ويضيف جمعة:” المصاب بالحساسية لا تظهر عليه الحرارة وغالبا ما تكون الإفرازات التي يفرزها جسمه بدون لون، وتؤدي الحساسية الى العطس كثيرا. وتزول هذه العوارض بعد 7 أيام أو يمكن القول من 7 الى 10 أيام. بينما مع الزكام والانفلونزا تصاحب المريض الحرارة لايام، مترافقة مع افرازات ملونة، بينما لا يشعر بحكة في العيون او الانف او الأذن”.
وبالتالي القواسم المشتركة بين الحساسية والانفلونزا بحسب جمعة هي: “سيلان في الأنف، انسداد في الانف، الام في الحلق، وقد تؤدي لدى بعض المرضى أحيانا الى حالات اختناق كما تؤثر على حاستي الشم والذوق، إضافة الى الارهاق، والسعال..”.
الحساسية والامراض الفيروسية
وهنا يجب التفريق أيضا بين الحساسية والامراض الفيروسية والتي غالبا ما يكون البعض منها معديا. فإلى جانب العوارض العادية من ارتفاع درجة الحرارة وضيق في التنفس والسعال والاحتقان، فانّ هذه الامراض الفيروسية الرئوية يصاحبها فترة حضانة أي انها من الممكن أن تنتقل بالعدوى، فتبدأ بأعراض خفيفة ومن ثم تتضاعف حدتها. يُضاف اليها عوارض مختلفة قد تجعل المريض يحتار في شكل الحالة بسبب وجود الحمى نتيجة ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير وآلام في العضلات وصعوبة في التنفس انخفاض مستوى الأكسجين في الدم.
وبالتالي، يتوجب هنا استشارة الطبيب او اجراء فحوصات معينة، حيث لا يجب ان ننسى ان هذه الامراض قد لا تكون حساسية او انفلونزا بل كورونا- ولا يزال الفيروس موجودا- او أي نوع من الفيروسات المرتبطة بمشاكل الرئة والتي تخرج الى العلن بين كل فترة وأخرى، في ظل وجود بيئة مليئة بالملوثات التي تساعد على تكاثر الجراثيم والاوبئة والامراض، إضافة الى التدخين والتلوث والتوتر والاجهاد وكلها عوامل تكون من مسببات الحساسية على حد سواء.
طرق الوقاية
وحتما هناك الكثير من الطرق الوقائية التي يمكن اللجوء اليها لتجنب الإصابة بالحساسية او اقله التخفيف من حدة عوارضها وينصح جمعة بالتالي: “نطلب من مريض الحساسية الابتعاد أولا وأخيرا عن كل العناصر المسببة للحساسية والتي تحدثنا عنها سابقا، وتختلف حالة كل مريض عن الاخر. وينصح بالابتعاد عن الأماكن التي تحتوي على شجر او القريبة من الأشجار، واذا كان الشخص يعيش بالقرب من مزرعة او حديثة او حرش فيمكنه اقفال الشبابيك والمداخل بشكل محكم، وخصوصا في الفترات التي تزهر فيها الأشجار او تحمل الثمر”.
وينصح جمعة أيضا أصحاب الحساسية بالابتعاد قدر الإمكان عن الحيوانات التي لديها وبر مثل الكلاب والقطط وكذلك الطيور. إضافة الى ضرورة تجنب غبار المنازل والأماكن في المنزل التي لا تتعرض الى التهوئة، فهذا الغبار قد يؤدي الى مشاكل تنفسية كثيرة”.
كما ينصح مرضى الحساسية بتجنب بعض الملابس والوسائد غير القطنية، ومسح الارضيات قبل النوم بالماء فقط دون استخدام المستحضرات التي تحتوي على مستحضرات كيميائية.
اكتئاب
ويعاني بعض مرضى الحساسية من الاكتئاب أحيانا لعدم قدرتهم على المواجهة، واستمرار احساسهم بالألم والانزعاج لفترات طويلة. كما انّ الحساسية تؤدي علميا الى إفراز مواد كيميائية التهابية تُدعى السيتوكينات، وهذه المواد تتجمع في الأنف والجيوب الأنفية، ومن هناك، يمكن أن تتسرب هذه السيتوكينات إلى الدم، حيث تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وطريقة عمل الدماغ. وهو ما يؤدي أحيانا أيضا الى الشعور بالقلق والتوتر. وبالتالي غالبا ما تتحول تغيرات المزاج المرتبطة بالحساسية إلى أعراض اكتئاب معتدلة، مثل الشعور بالحزن، السبات العميق والإرهاق. وهذه المشاعر تُعتبر مؤقتة وتزول بمجرد إحساس المريض بالراحة بعد انقضاء فترة الإحساس بعوارض شديدة للحساسية. وفي كل الأحوال فانّ استشارة طبيب تُعتبر امرا أساسيا حيث تختلف كل حالة عن الأخرى