اخبار محلية

رسالة متفق عليها… هل تورّط لبنان؟!

رسالة متفق عليها… هل تورّط لبنان؟!

على أثر إطلاق حركة حماس لمجموعة من الصواريخ في إتجاه الداخل الإسرائيلي كرد على الإعتداءات على حرم الأقصى والتي تبعها رد خجول من الجانب الإسرائيلييهدف إلى حفظ ماء الوجه في محاولة لعدم التورط في مواجهة خطرة.

في هذا السياق تقول المحامية بشرى الخليل، أنه “في بادئ الأمر إعتقدنا أن إطلاق الصواريخ يهدف لتوريط لبنان في حادثة أمنية، ولكن عندما تبين العدد الكبير للصواريخ، حوالي الـ 34 صاروخا،ً أصبح جلياً أن الأمر متّفق عليه ومخطط له، وهو يحمل رسالة إلى الجانب الإسرائيلي”.

وتابعت، “أنا أؤمن بعقل وذكاء المقاومة، وبالحسابات التي تجريها، وقدرتها على ضبط إيقاع الحركة الفلسطينية في لبنان، فعندما حصل إطلاق الصواريخ، وتبين أنها فلسطينية، تأكدت من التنسيق بين الطرفين، ومن الواضح أنها رسالة قوية لإسرائيل تدل على تشابك الساحات وبرأيي صحيح أن الأمر قد يبدو خطراً ولكن له فوائد أمنية كبيرة بحسب الرؤية الإستراتيجية”.

وأضافت الخليل،”جميعنا يعلم أن وضع إسرائيل الداخلي سيئ، وأن نتنياهو يواجه إشكالية كبيرة مع المعارضة، ومع الحلفاء أيضاً مثل بن غفير وغيره، ومسألة الهجوم على الأقصى تظهر أن بن غفير يعمل بعقلية لا تمثل الواقع الإسرائيلي اليوم، وهو لازال يتصرف كما لو أن الإسرائيليون بعز قوتهم، أي كما كانوا منذ أكثر من عشرين عاماً. وبالتالي كان من الواجب توجيه رسالة لأن مسألة الإعتداء على الأقصى تشعل الشارع المسلم وهي غير مقبولة لديهم أو لدى العرب كافة. وهدف هذه الصواريخ القول توقفوا ولا تقتربوا”.

وأوضحت أن “التداعيات التي حصلت بعد الهجوم والرد الإسرائيلي عليه أظهرت جيداً أن نتنياهو يحاذر الدخول في إشتباك مع لبنان أو يكمل الإشتباك مع الفلسطينيين وبالتالي هذا يعني أن الرسالة التي نريد قد وصلت، علماً أن نتنياهو قال في تصريحه الأولي، أن لا علاقة لحزب الله بإطلاق الصواريخ، وأن الموضوع عند الفلسطينيين وبالتالي حدد أن الردّ سيوجه ضد الفلسطينيين. والردّ كان ضعيفاً وفي الوقت الذي تخلو فيه الشوارع والبساتين، ردَّ على أماكن خالية من الناس”.

وأكملت, “الهدف من الردّ هو إعطاء معنويات للداخل الإسرائيلي، لأن معنوياتهم بدأت تهبط وقد ظهر ذلك عندما فرغت المناطق من حيفا إلى حدود الجليل من السكان، وهذا يعني أن التبدل الجذري في الصراع مع إسرائيل قد بدأ وقد فهمت إسرائيل الرسالة جيداً”.

ولفتت إلى “أن رئيس الولايات المتحدة الأميركية جو بايدن أدان في نفس الوقت القصف الفلسطيني والتعدي على الأقصى، وهي المرة الأولى التي تتخذ فيه أميركا موقفاً متوازناً بين الفريقين، وفي رأيي هذا أمر إيجابي، فالرسالة وصلت في العمق وهي تظهر التنسيق وتشابك المسارات وتشكل حماية أمنية للمستقبل، ومجيئ إسماعيل هنية إلى لبنان يندرج في هذا الإطار”.

ورداً على سؤال ما إذا كان القصف الفلسطيني من داخل الأراضي اللبنانية يشكّل تعدٍّ على السيادة الوطنية أجابت خليل، “القصف الذي ينطلق من لبنان ليس تعدٍّ على السيادة اللبنانية وليست المرة الأولى التي يحصل فيها هذا القصف، سابقاً كان يحصل بشكل فوضوي، مثلاً عندما كانت القاعدة تقصف صاروخاً أوإثنين عشوائياً على الداخل الإسرائيلي لتوريط حزب الله، أما اليوم فالوضع مختلف، والأمر محدود ومدروس ومضبوط من قبل المقاومة اللبنانية التي لن تسمح لأحد تجاوز الحد” .

وختمت الخليل على التأكيد أن “حزب الله حاول إظهار نفسه على أن لا علاقة له بالحادثة، ولكن هذا غير صحيح ولم يحصل إطلاق الصواريخ إلاّ تحت سقفه. أما الجيش اللبناني لم يوضع في الصورة مسبقاً حتى لا يتورط، وجيشنا جيش وطني حقيقي أثبت في أكثر من واقعة أن لديه عقيدة وعداء للإسرائيل وعزة نفس كبيرة “.

ليبانون ديبايت

لمشاهدة المزيد اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى