اخبار محلية

محطات مفصلية لإنتاج التسوية الرئاسية

محطات مفصلية لإنتاج التسوية الرئاسية

تشير معلومات موثوقة، إلى أن موسكو ليست بعيدة عن الإستحقاق الرئاسي بكل تفاصيله، ولكنها خارج إطار الدول الخمس، إنما، ومن خلال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف تتواصل مع الدول المعنية، والتي لها صلات وثيقة بها، من أجل دعم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وعلم في هذا الصدد، أن بوغدانوف التقى أمس الأول السفير المصري في موسكو، وكان الإستحقاق الرئاسي اللبناني طبقاً أساسياً بينهما، باعتبار أن للقاهرة دوراً وحضوراً على الساحة اللبنانية، وهي التي لا تخفي دعمها لقائد الجيش العماد جوزف عون، في ظل الصداقة التي تربطه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ويتوقع أيضاً، أن تتابع موسكو لقاءاتها واتصالاتها خلال قمة جدة، وفي ظل جولات يقوم بها بوغدانوف على بعض الدول العربية والخليجية، ما يعني أن الملف الرئاسي بدأ يعيد خلط الأوراق، ليس على المستوى الداخلي فحسب، بل أيضاً في إطار الصراع الإقليمي والدولي وتقاطع مصالح الدول، وربطاً بتصفية الحسابات في ما بينها على خلفية الحرب الروسية ـ الأوكرانية.

في السياق، وعلى الصعيد الداخلي، فإن الصورة بدأت تتوضح معالمها على صعيد حسم المعارضة مرشحيها بثلاثة أسماء باتت معروفة، وهم قائد الجيش جوزف عون، والوزير الأسبق جهاد أزعور، والنائب السابق صلاح حنين، إنما، وفي معلومات أولية، فالأمور لا زال يكتنفها الغموض بفعل التباينات الحاصلة بين بعض القوى السياسية والحزبية، أو المعارضة، بعدما طالب أحد أحزابها بإضافة إسم رابع، ناهيك إلى أن الأمور غير محسومة على مستوى اللقاء الخماسي بانتظار محطتين مفصليتين:

ـ المحطة الأولى، وتتمثّل بالقمة العربية التي ستنعقد بعد نحو أسبوع، يضاف إليها اللقاءات التي ستعقد على هامشها، مع إمكانية عقد لقاء موسع للدول المعنية بالملف اللبناني، بغية الوصول إلى تسوية، وهذا ما يتم التركيز عليه، في وقت ينقل، بأن هناك أيضاً إعادة نظر وعملية خلط أوراق على مستوى اللقاء الخماسي، ما بين تمنّي البعض دعم قائد الجيش ليكون عرّاب التسوية، والبعض الآخر يميل إلى رئيس تيار “المردة”، وطرف ثالث يسعى لمرشح وسطي من خارج كل الإصطفافات السياسية المتعارف عليها في لبنان.

ـ أما المحطة الثانية، فتكمن في لقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيما ظهرت في الساعات الماضية معطيات جديدة تشير إلى أنه، وفي موازاة لقاء الإيليزيه المرتقب بين الراعي والرئيس الفرنسي، فإن الفاتيكان يجري اتصالات مستمرة، ومع أكثر من دولة معنية ومؤثرة في الوضع اللبناني، ولا يستبعد أن يفوّض البطريرك الراعي بإسمه في حسم الخيار الرئاسي بإجماع مسيحي ولبناني ووطني، على اعتبار أن سيد بكركي لديه كل المعطيات والمعلومات بالأسماء المطروحة للرئاسة، وعلى تواصل دائم مع الكرسي الرسولي، والسفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو، إذ نقل بأنها بدأت تقوم بترتيب زيارة البطريرك إلى فرنسا وكل ما يرتبط بها، لذلك، فإن هذه الحركة المتنوِّعة في الداخل والخارج، ستُثمِر تسوية شاملة، في ظل أجواء مفادها أن التركيز يتناول أيضاً الإتفاق على الشخصية التي ستُكَلَّف برئاسة الحكومة، على اعتبار أن الحكومة هي من سَيُعِدّ البرامج الإقتصادية والمالية والخطط اللازمة لانتشال البلد من أزماته وكبواته، بحيث أن الدول المعنية بلبنان يصرّون على هذه العناوين، كونها مدخلاً أساسياً لحل الأزمة بشكل شمولي رئاسياً وحكومياً، لأن لبنان لم يعد يحتمل ترف الوقت في ظل ما يعانيه على كافة الأصعدة.

ليبانون ديبايت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى