ماذا يعني شعورك بالجوع بعد تناول الطعام
ماذا يعني شعورك بالجوع بعد تناول الطعام
“الجوع الذي يعقب تناول الوجبات ينتج عن عدة أسباب، مثل الأكل بسرعة كبيرة أو الأكل أثناء تصفح الهاتف المحمول”.
الباحثون
يتعرض بعضهم أحيانا لمواقف لا يكون لها تفسيرات واضحة، ومنها على سبيل المثال الشعور بالجوع بعد الانتهاء من تناول الأكل بمدة قصيرة، وما يعقب ذلك من شعور بالاستغراب والاندهاش.
ولعل ما يزيد الإحساس بالدهشة هو أن ذلك الشعور بالجوع يحدث حتى بعد تناول كمية كبيرة من الطعام، وهو ما حاول الباحثون تفسيره بقولهم إن الجوع الذي يعقب تناول الوجبات ينتج عن عدة أسباب، مثل الأكل بسرعة كبيرة أو الأكل أثناء تصفح الهاتف المحمول؛ إذ قد ينقل ذلك الشعور بتناول قدر كاف من الطعام، ليكتشف الفرد بعدها أنه لم يأكل جيدا ويداهمه الجوع من جديد.
كما أشار الباحثون إلى أن كثرة ممارسة الرياضة قد تزيد أيضا من الشعور بالجوع؛ لأن قدرة الجسم على التمثيل الغذائي قد تلزمك بتناول المزيد من الأطعمة مرات كثيرة للشعور أخيرا بالشبع.
ونوهوا أيضا بأن الهرمونات التي تشير إلى شعورك بالشبع قد تتعطل إذا لم تحصلي على قسط كاف من النوم، وهو ما يجعلك تشعرين مجددا بالجوع بالرغم من تناولك قدرا كافيا من الطعام.
وكذلك في حال ارتفاع نسبة السكر في الدم أو الإصابة بمقاومة الأنسولين، قد يتولد لديك شعور بالجوع بعد تناول الطعام. ومع هذا، فإن أبرز سببين وراء الشعور بالجوع بعد الانتهاء من تناول الوجبات هما: أن الوجبات نفسها ليست مشبعة أو الإصابة بما يعرف بـ”مقاومة اللبتين”.
ما الأكل الذي يجعلك تشعرين بالجوع لاحقا؟
حتى لو بدأت يومك بتناول وجبة الإفطار، فقد تشعرين بجوع وأنت في طريقك إلى العمل لو تناولت أطعمة تمر سريعا عبر جهازك الهضمي. ولك أن تعلمي أن كثيرا من أنواع الحبوب المخصصة لوجبة الإفطار وأنواع الكيك الشهية تفتقر للبروتين والألياف التي تمنحك الشعور بالشبع.
وبخلاف ذلك، يمكن لتلك الأطعمة أن ترفع نسبة السكر في الدم، وبالتالي تحفيزك لتناول المزيد من الأطعمة بعد مرور فترة قصيرة على تناول الوجبة. وأشار الباحثون إلى أن إضافة المزيد من البروتينات إلى كل وجبة هو أمر من شأنه أن يساعد على تعزيز الشعور بالشبع، نظرا لفعالية البروتين في تحفيز هرمونات الشبع، وهو الدور المهم نفسه الذي تقوم به الألياف هي الأخرى.
ونصح الباحثون بأنه حال شعورك بالجوع بعد الأكل، فيجب إلقاء نظرة على الأكل الذي انتهيت للتو من تناوله، وإذا تبين تناولك أطعمة ذات حجم كبير مثل الفشار، فإنك قد تشعرين بالشبع لكن من دون الحصول على قدر كاف من السعرات التي تضمن الحفاظ على مستويات الطاقة لديك.
“ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الجسم قد يتعارض أيضا مع قدرة اللبتين على إرسال إشارة للدماغ تخبره باكتفاء الجسم ووصوله لمرحلة الشبع”.
الباحثون
إفراز الجسم كمية كبيرة من هرمون اللبتين
عند تناول قدر كاف من الطعام، تبادر خلايا الجسم الدهنية بإفراز هرمون اللبتين لإبلاغ الدماغ بحصول الجسم على ما يكفيه من طعام.
لكن ما يجب الانتباه إليه هو أن إفراز هرمون اللبتين بكمية كبيرة قد يكون مؤشرا على ثمة شيء سيئ؛ إذ ثبت أن تواجد هذا الهرمون بكمية كبيرة داخل الجسم يعني احتمالية إغلاق الخلايا لمستقبلات اللبتين، تلك الحالة التي تعرف بـ”مقاومة اللبتين”، وعند حدوثها، فلن يحصل الدماغ على الرسالة التي تفيد بتلقي الجسم ما يكفيه من طعام، وهو ما قد يحفز لديك الرغبة بالتبعية لتناول المزيد من الطعام بعد الانتهاء من الأكل.
وكذلك لك أن تعلمي أن ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الجسم قد يتعارض أيضا مع قدرة اللبتين على إرسال إشارة للدماغ تخبره باكتفاء الجسم ووصوله لمرحلة الشبع، ولهذا ينصح بتجنب الحلويات، الخبز، الأرز والمعكرون؛ لأنها أطعمة يمكن أن ترفع مستويات الدهون الثلاثية.
وفي المقابل، يمكن التركيز على الدهون الصحية، كما زيت الزيتون، الأفوكادو والسلمون؛ إذ ثبت أنها تعمل على تحسين وصول إشارات اللبتين إلى الدماغ. فضلا عن ضرورة الاهتمام بالرياضة، لاسيما تدريبات القوة والتدريب المتقطع، نظرا لدورها الفعال في تقليل مقاومة اللبتين.