اخبار محلية

خلط للأوراق.. هل يصبح “التخلي” عن فرنجية “أمرًا واقعًا”

خلط للأوراق.. هل يصبح “التخلي” عن فرنجية “أمرًا واقعًا”

منذ انتهاء الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس الجمهورية، وحتى ما بعد وصول الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان، وبالتوازي مع عودة “الحركة” على خط الاستحقاق الرئاسي، خصوصًأ على مستوى الخارج، لا يزال الانقسام على حاله بين “معسكري” المرشحين المُعلَنين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، مع إصرار كلّ منهما على أنّ ورقة الآخر هي التي “احترقت”، وأنّ اسمه سُحِب من التداول الإعلاميّ، وبطبيعة الحال الانتخابيّ.

فبالنسبة إلى داعمي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، خصوصًا من المحسوبين على ثنائي “حزب الله” و”حركة أمل”، لا يزال الموقف “ثابتًا” على أنّ الرجل يبقى الأوفر حظًا، حتى إثبات العكس، ولو تقدّم عليه منافسه “الظاهري” في الأرقام، بل إنّ الجلسة البرلمانية الأخيرة كرّست “التمسّك” بترشيحه أكثر من أيّ وقت مضى، ولا سيما أنّها أظهرت أنّ كتلة الداعمين والمؤيدين له “صلبة” أكثر بكثير ممّا كان الخصوم يتصوّرون.

لكن، في ظلّ خلط الأوراق الحاصل في المشهد العام، وعلى وقع زيارة الموفد الفرنسي “الاستطلاعي” التي يروّج البعض أنّ عنوانها العريض هو “التراجع” عمّا عُرِفت بـ”مبادرة باريس” القائمة على “مقايضة” بين رئاستي الجمهورية والحكومة، يصبح السؤال مشروعًا: هل بدأت الظروف تتهيّأ لانسحاب “محتمل” للرجل من السباق الرئاسيّ؟ وهل يصبح “التخلّي” عنه من قبل داعميه، “تحصيلاً حاصلاً” نتيجة المتغيّرات المستجدّة؟

“لا شيء تغيّر”

يصرّ المؤيدون لترشيح رئيس تيار “المردة” على أنّ “لا شيء تغيّر” منذ ما قبل الجلسة الانتخابية الأخيرة، وصولاً إلى الحركة السياسية النشطة التي أعقبتها على أكثر من خطّ، حتى يصبح الحديث عن “خروج” الرجل من السباق، طوعًا أو قسرًا، بحكم “البديهي”، ولا سيما بعدما اعتبره هؤلاء “منتصرًا” في الجلسة، التي ثبّتت ترشيحه خلافًا لرغبة خصومه، الذين كانوا يمنّون نفسه في “حرق” اسمه، وهو ما لم يحصل رغم كل “البروباغندا” التي تلتها.

وإذا كانت هذه “البروباغندا” قامت على فكرة “سطحية” إلى حدّ بعيد، وفق توصيف مؤيدي فرنجية، مفادها أنّ “59 أكثر من 51″، فإنّهم يشيرون إلى أن الرد الأمثل عليها جاء من نجل فرنجية، النائب طوني فرنجية، حين ميّز بين الرقمين، على أساس أنّ الأول “لولار” فيما الثاني “دولار فرش”، ما يعني أنّ القيمة الفعليّة الأكبر تبقى في الرقم الثاني، ولا سيما أنّ مؤيدي أزعور انقسموا بين “متيقنين” بخسارته، أو “مصوّتين” لمرّة واحدة فقط.

من هنا، يعتبر مؤيدو فرنجية أنّ المعسكر الداعم للرجل بات متمسّكًا اليوم بترشيحه أكثر من أيّ وقت مضى، ما يعني أنّ فكرة انسحابه أو تراجعه لا تزال مُستبعَدة حتى إشعار آخر، وهم يرفضون الحديث عن “ميثاقية” تفرض سحب اسم رئيس تيار “المردة” من التداول، ولا سيما بعدما ثبُت أنّ أكثر من ربع النواب المسيحيين صوّتوا له، إلا إذا كان البعض يريد أن “يميّز” بين نواب “بسمنة” وآخرين “بزيت”، إن جاز التعبير.

الخيار الثالث يقترب

بطبيعة الحال، لا يوافق خصوم فرنجية على هذا “الاجتهاد”، حيث يعتبرون أنّ “التخلّي” عن فرنجية أصبح “تحصيلاً حاصلاً” بعد الجلسة الأخيرة التي حقّق الرجل فيها “الحدّ الأقصى” الذي يمكنه تحصيله، بعد “جهد جهيد” من داعميه، الذي اعتمدوا كلّ وسائل “الترغيب والترهيب” المتاحة، في سبيل “ردّ الاعتبار” لفرنجية ليس إلا، وبالتالي تأمين “خروج مشرّف” له من “المنازلة”، وهو خروج يعتقد هؤلاء أنّه سيحصل مهما طال أو قصر الزمن.

وإذا كان هناك بين الخصوم من يعتقد أنّ “حزب الله” بدأ يتحضّر لمرحلة “ما بعد فرنجية”، رغم المواقف “المتشدّدة” التي يطلقها بعض المحسوبين عليه، والتي لم تصل إلى حدّ رفع شعار “فرنجية أو الفراغ”، ثمّة من يرى في المقابل أنّ الحزب ينتظر أن تأتي “المبادرة” من فرنجية نفسه، بمعنى أنّه لن يتخلى عنه طالما أنّ اسمه لا يزال مطروحًا، على أن يطلق البحث عن “الخطة باء” بمجرد إعلان فرنجية انسحابه “طوعًا”.

blank

ورغم أنّ أيّ مؤشرات لمثل هذا الانسحاب تبقى بعيدة، باعتبار أنّ رئيس تيار “المردة” يعتقد أنّ حظوظه لا تزال عالية، وأنّ أجواء الإقليم تميل لصالحه، فإنّ هناك من يعتبر أنّ “الخيار الثالث” يقترب أكثر فأكثر، مستندًا في ذلك إلى ما يصفه بانفتاح “حزب الله” على الحوار، وما ينطوي عليه من “مرونة” ينبغي الوقوف عندها، ولو أنّ البعض يخشى من “لغم” الحوار غير المشروط، الذي يعني أنّ “الحزب” يريد منه تثبيت ترشيح فرنجية، عبر “إغراء” الآخرين للقبول به.

يقول مؤيدو فرنجية إنّ “التخلّي” عن الرجل اليوم ليس واردًا، رغم كلّ ما يحكى عن خلط للأوراق والتحالفات، وعن “فيتو” مرفوع في وجهه، وعن تغيّرات في المقاربات الخارجية. لكن ثمّة من يعتقد أنّ الخلاف هو على المصطلح، فإذا كانت فكرة “التخلّي” غير واردة، قد لا يسري ذلك على فكرة “الخروج الطوعي”، لكنّه خروج لا يمكن أن يحصل قبل حوار كان فرنجية أول الداعين له، مع “مباركة” أيّ توافق وطني، ولو كان على غيره!

لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com