رسائل عابرة للحدود تُنذر بالسيناريو الاسوأ..
رسائل عابرة للحدود تُنذر بالسيناريو الاسوأ..
على مواقع التواصل الاجتماعي يشن جمهور حزب الله والمؤيدين لخطه السياسي، حملة تَشَفّي على كل ما تشهده اسرائيل من تظاهرات واحتجاجات رافضة لنظام التعديلات القضائية التي تريدها حكومة بنيامين نتنياهو، ويصف جمهور الحزب ما يحصل هناك ببداية نهاية اسرائيل. هو نوع من المبالغة بالنسبة لكثيرين، خصوصا وأن التفكير الاسرائيلي أبعد من فكرة تصويب المسدس على الرأس، بل يتقن جيدا في الازمات توجيهه الى العدو الواقعي او الافتراضي لنقل المعركة الى خارج المستعمرات التي تغلي بفعل الخطوات التي تعمل عليها حكومة نتنياهو.
اسرائيل المشغولة بالخطوات التصعيدية التي يهدد بها جيش الاحتياط والضباط وغيرهم من القطاعات المعارضة للتعديلات، يرصدها الحزب جيدا ويوجه رسائله من دون أن يُعيد حساباته في حال قرر نتنياهو توجيه ضربة الى الحزب لتنفيس الاحتقان الداخلي. بل دفع الحزب نخبة مقاتليه في فرقة الرضوان، الى الظهور امام عدسات الكاميرا الاسرائيلية التي رصدت عناصر من الفرقة يتجولون مقابل الشريط الشائك وعلى مسافة امتار قليلة من الجيش الاسرائيلي الذي اكتفى بالتصوير ولم يتجرأ على أي خطوة تصعيدية قد تجر الطرفين نحو حرب مفتوحة لا يرغب بها أي طرف منهما.
ليست المرة الاولى التي يستفز فيها الحزب اسرائيل، وفيديو الـ 27 ثانية لمراسل قناة المنار وهو يقوم بتصوير رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، اضافة الى كبار الضباط في المنطقة الشمالية وتركيزه على الجزء العلوي للضباط، ليس الا رسالة مباشرة بقدرة الحزب إن اراد على تصفية هؤلاء وفق ما اشارت معظم الصحف الاسرائيلية التي “أذهلها” مقطع المراسل الحربي للحزب.
كل ذلك يؤشر الى أن الحزب اختار الانتقال أمام الكاميرا بعد أن عاش سنوات خلفها متخفيا يُدير معاركه بعيدا من أضوائها، وهذا يعكس رغبة القيادة الحزبية بالانتقال الى المواجهة المباشرة مع الطرف الآخر متى لزم الامر. لكن في المقابل يقرأ الخبراء العسكريين هذه الخطوة بالسلبية كونها تجعل الحزب مكشوفا الى حد كبير أمام عدسات عدوه، بعد أن كان طيلة السنوات الماضية بعيدا عن الاعلام ويجري مناوراته بصمت، وهذه العوامل بحسب الخبراء مكَّنته من الانتصار في حرب تموز 2006. اما اليوم ومع الازمة التي يعيشها لبنان والاتهامات التي يوجهها طرف وازن في البلاد ضد حزب الله وسياساته يضعه أيضا في أزمة داخلية لا تقل أهمية عن الازمة الاسرائيلية، بل ثمة من يُراهن في الداخل على هذه الحرب للانقضاض على الحزب إن استطاع، وهذا ما يردده مسؤولون في حزب الله في مجالسهم وأمام محازبيهم. والوضع الاقتصادي والمالي وانهيار مؤسسات الدولة تُساعد العدو أكثر في حربه الاستخباراتية ضد الحزب، ومؤشرات الغليان أيضا داخل الشارع الجنوبي أو في الضاحية وتحديدا بين حركة أمل وحزب الله يستدعي نقل الازمة الى خارج الحدود لتوحيد الصف، وقد تكون المواجهة مع اسرائيل المحدودة متنفسا لهذا الاحتقان.
تخشى مصادر أمنية من السيناريو الاسوأ على الحدود في ظل المناوشات اليومية التي يفتعلها الاسرائيليون والتي تستفز الطرف اللبناني وتحديدا حزب الله. ولا تُخفي المصادر تأثير الفراغ داخل مؤسسات الدولة والتهويل بانهيار وشيك لليرة اللبنانية وما يستتبعها من انهيارات قد تطال أكثر من قطاع، على أي تطور ميداني جنوبا قد يصل الى حدود الحرب المفتوحة مع اسرائيل التي تعيش حكومتها أيضا أياما عصيبة قد تطيح برئيسها ما يدفعه الى الاستجداء بالدبابات والطائرات الحربية.