باسيل يكسر المتاريس
باسيل يكسر المتاريس
كثرت التأويلات لكلام رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن الحوار مع حزب الله وأنه اقترب من التوافق على مسار لكيفية التوافق على اسم لرئيس الجمهورية والاتفاق على موضوع اللامركزية الادارية، فوصفه كثيرون أنه تكويعة فيما اعتبره آخرون “اجر بالبور واخرى في الفلاحة”.
ماذا كان يهدف باسيل من كلامه, وهل فعلاً وصلنا إلى الإقتراب على اسم للرئيس, وهل هو مرشح الحزب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية؟
توضح عضو المجلس الوطني في التيار الوطني الحر رندلى جبور في حديث إلى “ليبانون ديبايت” ان النائب جبران قال انه اتفق مع الحزب على مسار كيفية الوصول الى توافق على اسم من خارج الاصطفافات, وفرنجية هو اسم من الإصطفافات. أما البند الثاني الذي تتمحور عليه النقاشات مع الحزب هو تنفيذ اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة وإنشاء الصندوق الإئتماني لحفظ أصول الدولة, قبل انتخاب رئيس الجمهورية.
وترى أنه كان من السهل وصف تصرف باسيل انه “تكويعة”, في حال قال: “أعطوني وزارة مقابل رئاسة الجمهورية”, ولكن عندما يضع شروط تنقذ هذا الوطن, وتطبيق شروط كانت موجودة في الطائف لكن غير منفذّة, وطروحات لانقاذ إقتصادي, وخدمات كبيرة للبلد, ففي هذه الحال تسمية هذه الجهود بـ”تكويعة” فيها تصغير وتسخيف للموضوع, فما يطرحه باسيل هو إنقاذ للوطن انطلاقا من رئاسة الجمهورية التي تكون تتويجة للإتفاق, وليس بداية إتفاق, لأن هناك امور لا بد ان تُطبّق قبل الوصول إلى رئاسة الجمهورية”.
وتشدد هنا على ان باسيل لم يترك التقاطع مع المعارضة, التيار يريد ان يتحاور مع الجميع, ولكن هذا الحوار مبني على جدول أعمال وزمن محدد, فالحوار للحوار لن يكون مجدياً.
وتبرر جبور ما يقوم به باسيل بانه لمس ان رفع السقوف لم يعد ينفع, ويجب ان نتحاور, وتكشف ان الحوار مبني على خارطة طريق قدّمها باسيل مكتوبة لحزب الله, وهذا يعني انه يتحاور مع حزب الله لأنه شريك أساسي بالمأزق وبالحل, وشريك اساسي بالوطن, وأيضا يتحاور مع باقي الافرقاء لانه لن يكون حلاً باتفاق بين الحزب والتيار وحده, ولن يكون حلاً باتفاق المسيحيين وحدهم, لذا يجب ان يكون الحل بتوافق الجميع من القوى الأساسية.
وتقول: بالتالي هو يتحاور مع حزب الله, يدعو إلى الحوار أيضا, ويستكمل الحوار الرئاسي مع الأفرقاء الذين تقاطع معهم, والنتيجة هي ان لا ثنائيات ستأتي برئيس جمهورية, إنما الجماعية هي التي ستنتج رئيساً للجمهورية.
اما عن علاقة الحوار الحالي مع الحوار الذي يعد له المندوب الفرنسي جان ايف لودريان، فتقول: لا اعتقد أن زيارة لودريان ستحمل اي خرق على الصعيد الرئاسي ما لم ينتج الحل بالتواقف الداخلي, فالحل ليس بجولة لودريان, وخاصة ان الفرنسيين في جهة, وباقي أعضاء اللجنة الخماسية في جهة اخرى, وبالتالي أثر فرنسا بالخرق, ضئيل جدا ان لم يكن مستبعداً, لذلك علينا كلبنانيين ان نتوافق في الداخل كي نصل إلى حل, وإلا لا الفرنسيين ولا اللجنة الخماسية سينتجون لنا حلاً.
ولكن هل حزب الله على استعداد للتخلي عن فرنجية؟ تجيب: لا أحد يعلم إن حزب الله سيتخلى عن فرنجية, فعندما قال انا مع حوار ومن دون شروط, هذا يعني انه يبدي رغبة بان يتحاور مع الأخرين وان لا يفرض ما يريده, وهذه بداية يؤمل منها.
وترى أن تتويج هذا الحوار بعيد جدا, وما يحصل هو تكسير للمتاريس التي ارتفعت كثيرا بموضوع رئاسة الجمهورية, لأنه في ظل الازمة لا يمكن لكل فريق أن يرفع سقفه من جهة ويجلس وراء متراسه, وبالتالي اثرها الإيجابي هو باراحة الأجواء, ولكن ليس بالضرورة ان تنتج رئيسا, ولكن لها اثر إيجابي وليس تعبئة وقت ضائع, بالعكس هو إعادة تنظيم خلاف, وحوار تحت سقف الإختلاف, كي لا نكون اليوم في ازمة رئاسة, ومن ثم نصبح في أزمة ثقة, ومن ثم الذهاب إلى صراع داخلي كبير جدا.