اخبار محلية

مخطّط خطير يتربّص بالمنطقة… وإسقاطه مسؤولية “القمة المتأخرة”

أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً، لكن هذا المثل لا ينطبق على موضوع القمّة العربية المزمع عقدها أو حتى القمّة الإسلامية بعد أكثر من 10 آلاف شهيد جلّهم من الأطفال في قطاع غزة بدون أن يؤرق ليل أي زعيم عربي، فلا صرخات الامهات أو بكاء الأطفال أو مشاهد تمزيق أجسادهم الطرية، فماذا يمكن أن تنتج قمة لم يبادر أي رئيس أو ملك مطبع لقطع علاقاته مع إسرائيل أقلّه لحفظ ماء الوجه أمام شعبه.

فهل يمكن أن تنتظر الشعوب شيئاً من إجتماع القمة هذا؟

في هذ الإطار, يأسف الكاتب والمحلل السياسي طارق ترشيشي في حديث إلى “ليبانون ديبايت” لهذا التأخير أمام ضخامة عمليّات التدمير الممنهجة لغزة والإعتداءات على لبنان والذي كان يوجب إنعقاد قمّة عربية فورية، لمواجهة الخطر الذي فرضته الأحداث ولكن أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً، ولكن المفروض من القمة اليوم أن تخرج بقرارات على مستوى التحدّي القائم والخطر الذي يتهدّد القضية الفلسطينية ولبنان والمنطقة.

وإزاء ما يقرأه في النوايا الإسرائيلية الغربية لتصفية القضية الفلسطينية وهو ما يعني مخطط توسّع لمشاريعها أكثر والإنقضاض على المنطقة بدءاً من جبهة لبنان وسوريا، يرى أنه على القمة إتخاذ قرارات صارمة وحاسمة لتلجم المشروع الإسرائيلي الغرب بتصفية القضية الفلسطينية وتدفع في اتجاه إيجاد حل للقضية، بعيد عن أي مراوحة ومراوغة إسرائيلية، حل يفرض بالقوة وعلى القمة أن تستفيد من الذي حصل وتمسك بورقة ضغط قوية في اتجاه إقرار حق الفلسطينيين بدولة مستقلّة عاصمتها القدس.

ويعتبر أنه إذا مرّت الحرب بدون أن يتحقّق للشعب الفلسطيني دولته فعبثاً يحاولون في إيجاد حل لهذه القضية.

ويذكّر بأن إسرائيل التي وقّعت اتفاقات أوسلو على أساس حل الدولتين هي تماطل وتعرقل هذا الحل منذ ذلك الحين وترفض المبادرة العربية للسلام التي أقرّت التنازل عن الارض للفلسطينيين مقابل السلام وإنسحاب إسرائيل إلى وراء الرابع من حزيران، وتبيّن أنها لا تريد حل للقضية وهي لا تريد دولة فلسطينية بالأساس.

ويؤكد على رأيه هذا بالإستناد إلى محاولات التوطين لـ800 ألف يهودي في الضفة الغربية على أراض فلسطينية بموجب حل الدولتين.

ويعتبر أن عمليّة طوفان الأقصى هي قمة الإنفجار الفلسطيني في وجه الكذب والمراوغة والصلف والإحتلال الذي يرفض الإعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.

ويشدّد على أن القمة العربية أن تعيد للقضية العربية رونقها واعتبارها وتفرض الذهاب باتجاه حل تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

أما ما يتعلّق بمشاريع التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل وإنعكاسها خلافاً في القمة، فيلفت إلى أن عملية طوفان الأقصى وما تلاها من مجازر يومية يرتكبها العدو الإسرائيلي ينبغي أن يدفع كل الدول العربية إلى إعادة النظر به أو قطع العلاقات نهائياً معه، لأنه لا يمكن أن يستمر التطبيع في ظل ضرب يوم لإحدى الدول العربية.

ويحذّر من المخطط لتهجير أهالي غزة إلى سيناء تمهيداً إلى تهجير أهل الضفة وها نحن نسمع عن اعتداءات يومية من المستوطنين على الفلسطينيين.

ويتوقّف عن البطولات التي يحققها المقاومون الفلسطينيون في غزة، حتى أن وزيراً إسرائيلياً دعا إلى ضربها بالسلاح النووي والذي يدل على حجم العجز الذي تشعر به إسرائيل في تطبيق هدفها بحسم أمر حماس وهي منذ 30 يوماً فشلت في تحقيق أي هدف أو تقدّم.

وما يحشر إسرائيل برأي ترشيشي, “هو ما تنشره كتائب القسام وهي تتصيّد الدبابات بكل سهولة في أحياء وزواريب لم تستطع إسرائيل أن تحقق فيها أي إنجاز”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى