لبنان على تماس مع الحرب
لا يزال من غير الممكن تقديم أي إجابة حاسمة تتعلق بما سيكون عليه المشهد السياسي أو الأمني على الساحة اللبنانية، وذلك من قبل أي جهة محلية أو خارجية، رغم أن الجولة الأخيرة التي قام بها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والتي يستكملها في الأيام المقبلة، باتجاه عواصم عربية، قد ركّزت على رفض لبنان للحرب بالتوازي مع السعي إلى تأمين شبكة أمان عربية في المرحلة الراهنة، ولاحقاً دولية، حمايةً للإستقرار في لحظةٍ بالغة الخطورة بعد مرور شهر على الحرب الإسرائيلية على غزة.
ومع استمرار التحذيرات الدولية للبنان من خطورة امتداد هذه الحرب من غزة إلى أراضيه، والتي كان آخرها تحذيران أميركي وفرنسي في الساعات ال48 الماضية، تتحدث أوساط سياسية مطلعة، عن أن رئيس الحكومة، سيقوم بجولةٍ على عواصم القرار الغربية بعد جولته العربية، إنما لم يتمّ تحديد أي موعد زمني أو مواعيد رسمية حتى الساعة. وتشير الأوساط السياسية المطلعة ل”ليبانون ديبايت”، إلى أن المنحى الذي اتخذته المواجهات على جبهة الجنوب في الفترة الأخيرة، وبعدما انتقلت من مستوى المناوشات إلى العمليات العسكرية مع اتساع رقعة القصف، قد زاد من احتمالات الحرب، خصوصاً وأن التطورات تخطّت خطوط الإشتباك القائمةً على الساحة الجنوبية، واتسعت رقعة الإعتداءات الإسرائيلية لتستهدف مواقع للجيش وللقوات الدولية، من دون إغفال المجزرة في عيناتا.
وبرأي الأوساط، فإن هذا الإستهداف يكشف عن نوايا إسرائيلية للتصعيد، وهو ما دفع نحو الإستنفار الديبلوماسي اللبناني، الذي أطلقه رئيس حكومة تصريف الأعمال، مدعوماً بغطاء من التأييد الداخلي من غالبية القوى السياسية، مع العلم أن الرئيس ميقاتي، قد حرص في لقاءاته الأخيرة على أن لبنان يدافع عن نفسه بوجه الإعتداءات الإسرائيلية.
وتحرص الأوساط المطلعة، على التأكيد بأن حراك الرئيس ميقاتي الخارجي، والذي يستكمله بعد حضوره القمة العربية المرتقبة في المملكة العربية السعودية، يتّسم بالأهمية، كونه يبقي على المشاركة اللبنانية في أي نقاش يتناول هذه الحرب وطبيعة التسويات التي تطرح في العلن، كما وراء الكواليس، طالما أن لبنان على تماس مع هذه الحرب، ويواجه تداعياتها وانعكاساتها الكارثية على واقعه الداخلي وعلى كل المستويات.