جنرال لبناني يعلن “النبأ الحزين” بشأن فلسطين و”إنتصار إسرائيل”: ساعات حاسمة ومعلومات مهمة عن “كنز غزة
رأى العميد المتقاعد جوني خلف أنه “لدى إنطلاق عملية 7 تشرين الأول كان على حماس أن تراعي ثلاث نقاط، أولها وضع خطة متكاملة تتوقع فيها تفاصيل التنفيذ وما بعده، سير العملية في الداخل، والتداعيات التي يمكن أن تخلفها أي ردة فعل إسرائيلية”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال العميد خلف: “تفاجأ عناصر حماس بعدم وجود مواجهة ولم يتوقعوا ذلك، ولم يتوقعوا قدرتهم على التوغل بهذا القدر، فهم تقدموا كثيراً دون أن يحسبوا حساباً لردة الفعل الإسرائيلية التي إعتبرت أن كيانها ووجودها قد مُسّ، وبالتالي ماذا بعد العملية؟”.
ولفت إلى أن “دخول حماس إلى غلاف غزة كان فرصة لتوحيد الساحات وجب إستغلالها ومهاجمة إسرائيل عبر كل الجبهات، ولكن ذلك لم يحصل، فلا يمكن أن تقوم حماس بهكذا خطوة دون تنسيق، وإن كان كذلك كان على محور الممانعة أن يكون على الأرض، إذ ما الهدف من هكذا معركة إن لم يكن لكسر إسرائيل؟ كان يجب أن تتوحد الساحات منذ اليوم الأول، ولكن الواضح أن حماس تُركت لمصيرها”.
وإعتبر أنه “بالنسبة لنا كلبنانيين، حزب الله مُطالب بعدم الدخول بهذه الحرب وتعريض لبنان للخطر، خاصة بوجود قرارات دولية وترسيم حدود بحري وخط أزرق بري، كذلك فإن تدخل حزب الله حتى الآن غير واضح المعالم، أكان تدخلاً عسكرياً أم معنوياً، ولو أراد الدخول العسكري الفعلي كان عليه إستعمال كافة الوسائل المتاحة”.
وأضاف، “الوضع في جنوب لبنان مستقرّ منذ العام 2006، ولم تُنتهك سيادتنا إلاّ بعد أن إفتعلنا المشاكل، فتحنا الجبهة وأطلقنا الصواريخ، وضع جبهة الجنوب حالياً يعاني الفلتان فكل الفصائل الراغبة بالرمي على إسرائيل تفعل، وحزب الله يعلن أن لا علاقة له بها، وهذا غير صحيح”.
وشدد على أن “هذه الحرب ليست حربنا، وأنا ضد تدخل حزب الله في المعركة، وإن تم الإعتداء على المدنيين من واجب السلطة اللبنانية والجيش اللبناني الرد لا حزب الله، نحن دفعنا أثماناً غالية لأجل القصية الفلسطينية ونحن حالياً مع هذه القضية معنوياً وليس عسكرياً، من غير المقبول أن يدخل شخص إلى المعركة ويورط اللبنانيين كافة بها”.
وأكد أن “الإسرائيليين لم يتحدثوا حتى اليوم عن إنتصار، خطتهم تقضي بتقسيم غزة إلى مناطق كي لا يُضربوا من الخلف، وقد اصبحوا اليوم داخل مدينة غزة، يدخلونها من خلال خطة الأرض المحروقة، والأكيد أن العديد من الأنفاق قد دُمر، والمرجح أن حركة حماس تستعمل المناطق المحرمة دولياً كالمدارس ودور العبادة والمستشفيات كمقرات ومخازن أسلحة”.
وتابع “حركة حماس أصبحت في وضع محرج، لم تعد كما كانت في بداية المعركة، فإنتصارها في البدء كان يمكن أن يُستكمل لو أنها حصلت على الدعم اللازم، خاصة أن مقاتليها يملكون قضية ويدافعون عن أرضهم”.
وأوضح أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن منذ بداية المعركة أن هدفه هو القضاء على حماس، وهو مسؤول عن كلامه حتى لو خسر 100 الف جندي، ما قد يعيقه فقط ليس قدرته العسكرية، إنما الضغط الدولي الذي قد يُمارس عليه غربياً أو عربياً، سيكمل حتى تحقيق الأهداف، وحتى يحصل وقف للعمليات العسكرية أنا أشجع حماس على الإستمرار بالمقاومة وإستعمال كل ما تملكه من قدرة وأسلحة في وجه الإسرائيلي ماذا ينتظرون؟”.
وأكمل خلف، “نحن نعلم أنه في حال خسرت حماس المعركة، يكون بسبب عدم تدخل إيران والمحور، لماذا لم يفعلوا؟ فنتنياهو لن يتوقف قبل تحقيق نصر سياسي وعسكري، لا يمكنه الإنكسار أمام حماس، إضافة الى كل تلك البوارج التي تهدف إلى دعمه معنوياً ولكي يكونوا جاهزين لأي تدخل إيراني، ولكن لو كان لإيران النية في فتح الساحات، لكانت فعلت، لأن البوارج في الأسبوع الأول لم تكن موجودة”.
وكشف أنه “بعد المعارك الكبرى تحصل تسويات، ويجلس الجميع على الطاولة، وقد تكون إيران من بين المشاركين بالتسوية لتنال حصتها من ثروات بحر غزة التي تقدر بـتريليون متر مكعب من النفط والغاز، وقد تشكل قرارات القمة العربية بداية للحل خاصة أنها أُقرت بحضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إذ لا يمكن لإيران أن تبقى وحيدة، وهي حالياً تقترب رويداً رويداً في إتجاه الدول العربية، وعدم دخول محور الممانعة بهذه الحرب، دليل على خطة جديدة له داخل الشرق الوسط”.
وختم العميد خلف بالتمني ” أن نحيّد أنفسنا كلبنانيين عن هذه الحرب، لقد دافعنا طويلاً عن القضية الفلسطينية، ولكننا اليوم غير قادرين على التورط في حرب قد تمتد داخل مناطقنا فتذكرنا بدمار حرب العام 2006″.