اخبار محلية

أيعلم العدو

عندما لا يتوازن الردع مع الرعب لا يعود مستغرباً ما يحصل اليوم وما سيحدث غداً، عندما لا ينفع التهجير والإسكات، يبقى القتل والإجرام سيد الموقف.

آخر فصول سياسة التعتيم التي ينتهجها العدو، ذاك الصاروخ “الهابط” من الطائرة المسيّرة عند مثلث طيرحرفا- الجبين الذي كان كفيلاً بحصد روحَي الصحافية فرح عمر والمصور ربيع المعماري.

لا سلاح لفرح وربيع سوى الكلمة الحرّة والكاميرا، لا ذنب لهما سوى أنهما ينقلان بالصوت والصورة من جبهات الميدان الجنوبي المشتعل جرائم الإبادة بحق “الأخضر واليابس”، بحق الحجر والبشر التي يرتكبها عدو ماكر وغادر، لا يعترف بقوانين، لا تهزّه شرائع ولا يُحني رأسه ديناً.

عدو تعمّد منذ بدء جرائمه على قطاع غزة وفلسطين ولبنان، إسكات الكلمة الحرّة، وإرهابها، وكسر القلم، وخنق الكلمات وإطفاء ما تبقّى من وسائل بث تسلّط الضوء على التطهير العرقي والفصل العنصري، علّه يتمعّن أكثر فأكثر بإستهداف المستشفيات والمدارس وما بقي من عناصر للحياة في “أكبر سجن مفتوح بالعالم” منذ سنوات.

يحاول دائماً وتبوء محاولاته بالفشل، فالكلمة الحرّة عصيّة عن الإسكات، والصحافة كانت وستبقى منبر الشعب وسيفه وترسه، لأنها عدو الحكومات الأول والأصعب الذي إندلعت وتندلع لأجله حروباً وتُسفك دماء لمواجهته، ذاك العدو الذي يقتل ولا يُقتل، يقود ولا يُقاد.

أيعلم ذاك الوحش الجائع أن الصحافة رسالة من أسمى الرسائل الإنسانية؟ أيعلم العدو أن كل شهيد سيبقى نجماً ساطعاً في سماء الحرية؟

أيعلم العدو أن الشهداء يرحلون جسداً ويبقون فكراً؟

أيعلم العدو أن “الميادين” ستبقى الحدث وستبقى ميدان الكلمة الحرة وأملنا للدفاع عن حقوقنا؟

أيعلم العدو أن “الميادين” هي مرآتنا التي نرى من خلالها دائماً وأبداً الواقع من كل زاوية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى