بعد الجدل.. هل سيطرد الحزب “اليونيفيل” من الجنوب
شادي هيلانة – “أخبار اليوم”
كثر الحديث في الآونة الاخيرة، عن ضرورة تعديل القرار 1701، فشكل الامر خلافاً وسجالاً داخليّاً ذات الواقع الإنقسامي، ما زاد في التصارع السياسي بين اللبنانيين اضافة الى كل ملفاتهم المتعثرة، وانّ هذا الشعار القديم، الذي استُخدِمت فيه عبارة جديدة تحت مسمى التعديل، شكل امتعاضاً لدى قوى الممانعة، لان الهدف منه، وفق مصادرها ضمان امن اسرائيل بانشاء منطقة عازلة، اذ تحرض الجهات الدولية على تطبيقه، وذلك لمنع انتشار مجاهدي المقاومة على الحدود، كي توفر اسرائيل الاستقرار لمستوطنيها، والسماح بالعودة الى مناطقهم، فبطبيعة الحال لن يكون الامر قابلاً للعيش او التطبيق.
وتأكيداً على ذلك، أشار صباحاً عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق خلال احتفال تأبيني في الجنوب إلى أن “العدو المهزوم والمأزوم، يحاول أن يحقق مكاسب في هذه المرحلة على حساب السيادة اللبنانية، وهناك من يروّج للمطالب والأهداف الإسرائيلية من الداخل والخارج، فيطالب بتعديل القرار 1701، وإنشاء منطقة عازلة على الحدود بهدف طمأنة المستوطنين الذين يخافون العودة إلى مستوطناتهم بسبب وجود حزب الله على الحدود، ولكن على هؤلاء المراهنين أن ييأسوا، فحزب الله لن يسمح بأي مكسب إسرائيلي وبأي معادلة إسرائيلية جديدة على حساب السيادة اللبنانية، لأن حق اللبنانيين هو في التواجد والتحرك على أي شبر من أرضنا في الجنوب، وهذا يتصل بالسيادة والكرامة الوطنية اللبنانية”.
وكان الناطق الرسمي باسم اليونيفيل المنتشرة على الاراضي الجنوبية أندريا تيننتي قد علّق على تزايد الحديث عن ضرورة تعديل القرار 1701 وإنشاء منطقة عازلة، بالقول: إن الاولوية تبقى في منع التصعيد، وحماية ارواح المواطنين، وضمان امن قوات حفظ السلام، وأكد ان مجلس الأمن الدولي هو الذي أصدر القرار، ولذلك لا يمكن البدء بأي مناقشات حول مستقبله إلا من خلال مجلس الأمن والدول الأعضاء فيه.
وفي ظل هذا الواقع، يرى محللون، انّ اي امر يُساهم في خلق منطقة عازلة قد يكون مُستبعدا جداً، كيف لا، والحزب بكامل قوته اليوم، ويفرض شرعيته ببروبغندا سياسية خاصة به مفادها أنه لن يتخلى على دوره في الجنوب، وتسأل هنا جهات حزبية في حديثها الى وكالة “اخبار اليوم”، من بمقدوره اليوم منع اسرائيل من التعدي على سيادتنا وارضنا غير المقاومة؟ وهل قوات “اليونيفيل” قادرة على ايقاف الاعتداءات الاسرائيلية التي تطال البلدات الجنوبية في حين ان جلّ ما تفعله في الجنوب هو تدوين البيانات المنحازة الى الكيان الصهيوني وترسلها بدورها الى مشغليها في تل ابيب، ولما لا تنشر قوات دولية من جانب الاراضي الفلسطينية المحتلة، وتخرج من الاراضي الجنوبية، كون اسرائيل هي المُعتدية وليست الطرف المدافع.