السفيرة الأميركية الجديدة… من الـ1559 إلى الـ1701
كتبت” نداء الوطن”: مع مغادرة السفيرة الأميركية دوروثي شيا لبنان في الأيام القليلة المقبلة، ستصل السفيرة الجديدة ليزا جونسون إلى بيروت في الخامس من كانون الثاني المقبل لتسلّم مهامها كسفيرة معيّنة لبلادها لدى لبنان، على أن تصبح سفيرة معتمدة مع انتخاب رئيس للجمهورية وتقديم أوراق اعتمادها للرئيس الجديد.
وجونسون التي خدمت في السفارة الأميركية في بيروت بين عامي 2002 و2004، حين كان فانسنت باتل سفيراً لبلاده في بيروت، وشهدت عملية التسلّم والتسليم بينه وبين خلفه جيفري فيلتمان، تعرف التركيبة اللبنانية بتعقيداتها، خصوصاً أنّها واكبت أصعب مرحلة احتدام سياسي والتي صدر خلالها القرار الدولي 1559، والذي شطر لبنان إلى نصفين متقابلين، وصولاً إلى الزلزال الكبير باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
ووفق مصدر متابع، فإنّ «جونسون التي تنسج مع القيادات والشخصيات اللبنانية علاقات صداقة، يُتوقّع أن تشهد بداية مهمّتها، إعادة إطلاق حثيثة لملف الاستحقاق الرئاسي، من خلال إطار الخماسية العربية والدولية، عبر اعتماد مسارين يكمل أحدهما الآخر وهما:
أولاً: الاستثمار في التفاهم الذي حصل بين الكتل النيابية المعارضة والتي تقاطعت على تأييد قانون التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، إذ إنّ الخارج قرأ إيجابيات أساسية في هذا التقاطع كون التصويت جاء ميثاقياً ويختصر الإرادة الوطنية الجامعة.
ثانياً: تأسيساً على الإيجابية الأولى، التي ترافقت مع ضغط عربي ودولي إيجابي أوصل إلى إنجاز هذا التمديد، فإنّ الخماسية ستنطلق من الإطار ذاته وستمارس ضغطاً إيجابياً أكثر اتّساعاً وبوتيرة متصاعدة وصولاً إلى تهيئة الظروف في القريب الممكن لانتخاب رئيس للجمهورية».
ويكشف المصدر أنّ «الضغط العربي والدولي سيشجّع على عدم عودة القطيعة بين القوى السياسية والنيابية الأساسية، وعلى تفعيل التواصل الذي حصل، عبر صرف النظر عن طاولات الحوار الفضفاضة التي لا توصل إلى نتيجة، لاعتماد التفاهمات والحوارات الثنائية، وعندما يحصل التقاطع الرئاسي تتمّ الدعوة إلى جلسة انتخاب برعاية مباشرة من الخماسية العربية والدولية».
ويوضح المصدر أنّ «الرهان الأساسي هو على القناة الأساسية المفتوحة بين عين التينة ومعراب، بشراكة المختارة، إذ يبدو أنّ «حزب الله» يفوّض رئيس مجلس النواب نبيه بري إجراء التفاهم الذي يراه مناسباً في ما خصّ الاستحقاق الرئاسي، وهو في هذا الملفّ يقف خلف الرئيس بري وليس إلى جانبه أو أمامه، بمعنى مباركته أي حلّ يصل إليه».
وكتب جورج شاهين في ” الجمهورية”: انطلاقاً من معرفتها الدقيقة بالوضع في لبنان فإنّ جونسون سبق لها ان أمضَت سنتين من خدمتها الديبلوماسية فيه ما بين العامين 2002 و2004 حيث بنت علاقات وثيقة مع أشخاص ومؤسسات من مواقع مؤثرة مختلفة. ولذلك كان من السهل عليها مقاربة الملف اللبناني من مختلف جوانبه عدا عمّا خصصته من وقت لمتابعة الجديد حول الوضع في
لبنان والمنطقة. ولا يتجاهل العارفون أنها كانت تطالع الجديد والسرّي المتصل بالوضع من خلال موقعها وبما فوق الاراضي اللبنانية وتحتها عندما عيّنت مديرة لمجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط منذ عام 2001، ومديرة لمكتب إسرائيل السياسي – العسكري في مكتب شؤون الشرق الأدنى في الخارجية، ومراقبة في مركز العمليات في مكتب شؤون الشرق الأدنى، ونائبة لقائد الكلية الحربية الوطنية الأميركية ومستشارته للشؤون الدولية، ومديرة مكتب أفريقيا والشرق الأوسط في”مكتب الشؤون الدولية لمكافحة المخدّرات وإنفاذ القانون”. وعليه، فقد تمكنت من تقديم صورة واضحة أمام لجنة الشؤون الخارجية لإجراء مقاربة تنبّأت فيها بما هو متوقع من تطورات دقيقة مَكنتها من تأكيد الآتي:
– انّ الشعب اللبناني يتحمل تكاليف تقاعس قادته، بعد ان فشلوا في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الحاسمة المطلوبة لبرنامج صندوق النقد الدولي، وهو المسار الواقعي الوحيد للبلاد نحو التعافي.
– عبّر المسؤولون عن فشلهم الذريع بعدم انتخاب رئيس للجمهورية ولم يشكلوا حكومة لقيادة الشعب اللبناني وحرموه من أبسط حقوقه.
– ندرك انّ الطريق إلى الأمام واضح. ويجب على لبنان انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة مخوّلة تنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها.
– أتطلّع الى الدور المطلوب مني عند تعييني، وأتطلع الى مواصلة جهود الولايات المتحدة لدعم الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني في كل خطوة على الطريق.
– أهنّئكم من اليوم وأثَمّن دعمكم للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي كشركاء موثوقين في الحفاظ على استقرار لبنان وأمنه. فقد قدمنا اكثر من 3 مليارات دولار من المساعدات، ما مَكّنهم من تعزيز سيادة لبنان، والتخفيف من عدم الاستقرار، والتصدي للإرهابيين، ومواجهة رواية “حزب الله” الكاذبة بأنّ أسلحته ومقاتليه غير المشروعين ضروريان للدفاع عن
لبنان”.
– علينا ان نجدد الالتزام بـمهمة “اليونيفيل” وسلامة أفراد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، الذين يأدّون دوراً حاسماً في نزع فتيل التوترات في جنوب لبنان”.
– أشجّع على مواصلة ما تقدمه واشنطن من مساعدات للشعب اللبناني وأيضاً للاجئين السوريين واللبنانيين الضعفاء”.
– إنّ الطريق إلى الأمام بالنسبة الى لبنان لن يكون سهلا. إنني أدرك تماماً أن هناك كيانات تقف في طريق التقدم، سعياً وراء المصلحة الذاتية. ولذلك فإنّنا ملتزمون بمكافحة الفساد في لبنان، وهو ما سأواصِل إعطاءه الأولوية، إذا تمّ تأكيده.
– أنا على دراية واضحة بالتهديد الذي يشكله “حزب الله” على سيادة لبنان واستقراره، وكذلك على الولايات المتحدة وإسرائيل والمنطقة، كما تظهر العقوبات الأميركية الأخيرة ضد الممولين ومهربي المخدرات وشبكة التهرّب من العقوبات. الولايات المتحدة ملتزمة استهداف أولئك الذين تربطهم صلات بـ”حزب الله”.
– انا على اقتناع بأن هناك “سبباً للتفاؤل” مشيرة الى “إبرام لبنان اتفاقية تاريخية للحدود البحرية مع إسرائيل بوساطة الولايات المتحدة”.