اخبار محلية

تقنيّات الاغتيال… لبنان كلّه هدفٌ

كتبت مريم حرب في موقع mtv:

المنفّذ إسرائيل. الهدف، كل عنصر تعتبره مُهددًا لأمنها. المكان والزمان رهن قرار غرفة عمليات. الوسيلة: استخدام التكنولوجيا الحديثة من مسيّرات وغيرها… فالاغتيالات التي نفّذتها إسرائيل من الضاحية إلى الجنوب اللبناني أخذت الحرب إلى مسار تصفية وجوه قيادية من دون الحاجة إلى عملية عسكرية. وأوصلت من خلالها رسالة واضحة، مفادها، يمكن “اصطياد” أي شخص.  

كثيرة هي أساليب الاغتيال، وأحدثها تلك التي تُنفّذ عبر توظيف التكنولوجيا لأهداف عسكرية وأمنيّة. يشرح الخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم، في حديث لموقع mtv أنّ “إسرائيل متقدّمة في مجال التكنولوجيا وقد طوّرت أدواتها مستخدمة النانو تكنولوجي”. عن بعد، تعمل آلة صغيرة، بعضها يشبه الحشرات، على التحليق بالقرب من الهدف وتجميع البيانات عنه وتحليلها. ويلفت أبي نجم الى أنّه “لضمان دقة العملية ونجاحها تُستخدم تقنيات أهمّها داتا الاتصالات، استنتاج الهدف بناءً على الوجه (Face Recognition)، التعرف إلى الصوت (Voice Recognition)، تقنية تحديد الموقع (GPS-based Targeting)”.

إضافة إلى هذه التقنيات، هناك تقنيات الاستشعار الحيوي (Biometric Sensing) وتحليل السلوك (Behavior Analysis). ومتى اكتملت عملية جمع البيانات والإحداثيات يمكن حينها تنفيذ العمليّة باستخدام مسيّرة قد تكون ذاتية القرار أو يجري التحكم فيها عن بعد.

وأكّد أبي نجم أنّ “محاولة اغتيال قائد القطاع الأوسط بـ”حزب الله” فادي سليمان حصلت بهذه الطريقة على خلاف عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة “حماس” صالح العاروري، فإسرائيل يومها استعانت بمخبرين قبل تنفيذ العمليّة”.

تعطي التكنولوجيا التي تُنتجها إسرائيل تفوّقًا لها؛ إذ تُعدّ الطائرات المسيّرة أقل تكلفة من الطائرات الحربية التقليدية، وتحدّ من الخسائر البشريّة في الجيوش وبين الأفراد بالقرب من الهدف. كلّ ذلك يفرض معادلة جديدة أبعد من قواعد الاشتباك التي أرسيت بين “حزب الله” وإسرائيل بعد حرب تموز. قد يكون “الحزب” قادرًا على مواجهة إسرائيل بريًّا وتكبيدها الخسائر البشرية والماليّة إلّا أنّه غير قادر على مجاراتها في التطوّر التكنولوجي.

لبنان مكشوف أمنيًّا، وقبل الحديث عن الأمن السيبراني لشبكة الانترنت، فلنسأل عن الصيانة الغائبة منذ العام 2019. العدوّ متقدّم بأشواط ومن يريد مواجهته الندّ للندّ، فليعمل أوّلًا على تحصين بلده وتحويله من مستخدم للتكنولوجيا الحديثة إلى منتج لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى