اخبار دولية

الصبر الاستراتيجي مقابل الفخ “الإسرائيلي

لم يعد خافيا على احد ان “اسرائيل” تريد الحرب الشاملة، وتسعى جاهدة لاستفزاز ايران لدفعها نحو مواجهة مباشرة معها. فالهجوم “الاسرائيلي” على القنصلية الايرانية في دمشق، واستهدافها القيادة العليا لفيلق القدس التابع للحرس الثوري خير مثال على نيات الدولة العبرية في اخذ المنطقة نحو الانفجار الكبير.

الكيان الصهيوني يهدف الى تغيير مجرى الحرب من فلسطينية – “اسرائيلية” الى حرب ايرانية – “اسرائيلية”، لدفن التوجه الغربي في اقامة دولة فلسطينية، وحرف الانظار عن التهجير القسري للفلسطينيين في غزة. اضف على ذلك، تضع الدولة العبرية هدفا اخر وهو تحجيم النفوذ الايراني، كي تستعيد تفوقها العسكري حسب تقديرها، خاصة بعد تلقيها الضربة القاسية في السابع من تشرين الاول الماضي، والتي لا تزال تعيش تداعيات الصدمة حتى اللحظة

فهل ينجح هذا الكيان في جر الجمهورية الاسلامية الايرانية الى حرب وجها لوجه؟ وهل سترد ايران بضربة مباشرة في العمق “الاسرائيلي”؟ ام سيكون الرد من خلال القوات التي تتعاون مع طهران وتجابه “الاسرائيلي” على حدوده؟

لا شك ان ايران سترد على “اسرائيل” بعد العدوان الذي نفذته الاخيرة على القنصلية الايرانية في دمشق، والذي اسفر عن مقتل سبعة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني وابرزهم القيادي محمد رضا زاهدي. الرد الايراني حتمي على الاعتداء “الاسرائيلي” عليها في دمشق لانها تواجه اخطر تحد لنفوذها في المنطقة، اما عدم الرد فسيشكل خسارة استراتيجية كبيرة لها. ولذلك خيار عدم الرد ليس مطروحا بتاتا عند القيادة الايرانية.

في الوقت ذاته، لن تلجأ طهران الى رد استراتيجي لانها لا تزال تتمسك بمبدأ “الصبر الاستراتيجي” حتى هذا التاريخ، اضافة الى انها لن تقدم لـ “اسرائيل” هدية تريدها الاخيرة بأي ثمن لتبدأ حربها الشاملة. وعليه، سيكون الرد على الارجح وفقا للمثل المعروف “لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم”. وخلاصة القول ان القيادة الايرانية التي تتخذ قراراتها بحكمة ودهاء بعيدا عن الانفعال والغوغائية، لن تقع في الفخ “الاسرائيلي” الذي ينصبه لها الكيان الصهيوني.

وفي هذا السياق، تدرس ايران جميع الخيارات في كيفية مواجهة “اسرائيل” بعد الاعتداء الاخير في دمشق، لتحسم موقفها لناحية توجيه ضربة للدولة العبرية، تتضمن رسالة مفادها ان القيادة الايرانية قادرة على ايلام “اسرائيل”، وان غطرسة وعنجهية الكيان الصهيوني ليسا في مكانهما.

وهنا، السؤال الذي يطرح نفسه: من سيقوم بالضربة؟ هل ستبادر ايران بتوجيه صفعة للعدو؟ ام سيكون حزب الله المعني في الضربة ام الحشد الشعبي في العراق؟

في كل الاحوال، الامر الاكيد ان ايران او اي مقاومة تتعاون معها وتجابه العدو الاسرائيلي على حدوده، لن تنفذ “طموحات اسرائيل” بتحويل الصراع الفلسطيني – “الاسرائيلي” الى صراع آخر.

نور نعمة -الديار

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى