الثنائي الشيعي لـ باسيل: ما في شي بـ بلاش
في عزّ ابتعاده عن حليفه “حزب الله”، حقق رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل فوزاً ثميناً بالنسبة له في نقابة المهندسين حيث فاز مرشحه وشريكه المهندس فادي حنا، بمركز النقيب، في معركة شهدت تنافساً بين مرشح التيار والمرشح بيار جعارة المدعوم من “القوات اللبنانية” والكتائب وتيار “المستقبل” ومهندسين مستقلين.
فوز مرشح باسيل كان مستحيلاً لولا الأصوات الشيعية التي منحها له الثنائي الشيعي والتي تخطت الـ2500 صوتاً، رجحت كفة فادي حنا وجعلته نقيباً للمهندسين كما أراد باسيل الذي خاض له المعركة بالطول والعرض.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن النائب غسان عطالله تولى بتكليف من باسيل، التنسيق من الرئيس نبيه بري بغية الحصول على دعم حركة “امل” لحنا، ورغم محاولة اعطاء لقاءات عطالله مع بري طابعاً رئاسياً وسياسياً، الا أن هدفها كان تأييد بري لمرشحه إلى نقابة المهندسين.
ومن هنا، توضع خطوة دعم الثنائي الشيعي لمرشح باسيل في إطار إعادة إحياء التفاهم من باب المصلحة، فقد شكلت هذه الإنتخابات عبرة لباسيل ورسالة له من الثنائي أنه من دونهما أي “حزب الله” وحركة “أمل”، لا يمكنه تحقيق أي مكاسب سلطوية حتى على مستوى النقابات.
ولم يكن قرار الثنائي بمدّ التيار بهذا الدعم رغم كل المواقف المسيئة التي صدرت عن رئيسه، مكافأة مجانية له بقدر ما ينتظر الثنائي من هذه الخطوة الإيجابية، أن يبادله باسيل ببداية تحوّلٍّ سياسي يعود به تدريجياً إلى خياراته لا سيّما الرئاسية، خاصة ان محاولة باسيل إيجاد مساحة له بعيداً عن الثنائي لم تكلّل بالنجاح مع بقاء جميع الطرق الأخرى مقفلة أمامه.
أضف الى ذلك، أن الثنائي الشيعي سجّل نقطة إيجابية له في وجدان جمهور التيار الذي ابتعد عنه أخيراً، فإذا بمحطة انتخابية واحدة أهدى فيها الثنائي النصر إلى “التيار الوطني الحر” بعد سلسلة من الإنتكاسات السياسية المتتالية، يعيد إنعاش صورته عند الجمهور البرتقالي ويصحّح الكثير من الأضرار التي ألحقتها قيادته به في الأسابيع الماضية.
بعد “سَكْرَة” الفوز، سيكون باسيل أمام “فَكْرَة” حقيقة أن مكاسبه ومكاسب تياره، مرتبطة إلى حد كبير بدعم الثنائي الشيعي له كما برهنت انتخابات المهندسين وأن هذا سيتطلّب منه التسليم بأن هذا الفريق اختار للمرحلة المقبلة سليمان فرنجية كمرشحه لرئاسة الجمهورية وأن موقع باسيل والتيار كشركاء في العهد المقبل، مضمون من خلال هذا التحالف، أما عودة باسيل إلى سابق أدائه ورمي الحجر في بئر “الهندسة” الذي شرب منه، فهو لن يغيّر في الواقع العام شيئاً بقدر ما سيطيل أزمةً يدفع أكبر ثمن لها، الوجود المسيحي في مراكز القرار وهو تحديداً ما يتباكى عليه باسيل بإستمرار.