صيفُ هؤلاء ن ا ر… “الأهل بالويل”
لطالما كانت المخيّمات الصيفية أو colonies de vacances ملاذ الأهل خلال الصيف، فاعتبارا من تموز تفتح جميعها أبوابها لاستقبال الاولاد مدة شهرين في العطلة الصيفية، فتُفرح الاولاد بنشاطات ترفيهية وألعاب تناسبُ أعمارهم، وتُريح الاهل من “فوضى الصيف”. غير أن الأسعار قد تكون عائقا مهمّا هذا الصيف!
يشعر الكثير من الاهل بثقل موسم الصيف هذا العام، فالأنشطة على اختلافها باتت مُكلفة كثيرا، والأسعار تخطّت ما كانت عليه في أيام العزّ. فأسعار الـcolonies قبل سنتين بالكاد كانت تلامس الـ200 دولار، وفي غالبيتها كانت عند حدود الـ150.. غير ان الأرقام تبدّلت بشكل كبير هذا الصيف، حتى باتت الاسعار تتراوح بين الـ250 والـ450 دولارا.
تشير رانيا وهي أمّ لثلاثة أولاد (صبيان 7 و5 سنوات وفتاة سنتان)، أنها وجدت نفسها هذا الصيف أمام مصيبة الأسعار ليس فقط بالنسبة للـcolonie إنما أيضا بالنسبة للحضانة، فهي تدفع شهريا 300 دولار من أجل وضع ابنتها في الحضانة حتى تتمكن وزوجها من مزاولة عملهما، وجاءت كلفة المخيّم الصيفي لتزيد الاعباء عليهما.
وتقول لموقع mtv الالكتروني: “الحلّ الوحيد الذي ركنّا إليه، كان تسجيل إبني البكر في المخيم الصيفي لشهر تموز بكلفة 280 دولارا، وإبقاء إبني الثاني عند أهلنا، وتسجيل الاخير من دون شقيقه لشهر آب، فيكون بذلك حظي كلّ منهما بشهر في الـcolonie من دون أن نزيد الكلفة علينا كثيرا”، لاننا إن أردنا تسجيلهما مع احتساب الحضانة لابنتي، فسيكون علينا ان ندفع 860 دولارا شهريا، وهو رقمٌ هائل لا يمكننا أبدا تحمّله”.
من جانبها، تلفت دارين، وهي أمّ لتوأم يبلغان من العمر 5 سنوات، أنها وجدت نفسها عاجزة هذا الصيف امام الاسعار النارية في المخيمات الصيفية، وهي قررت عدم تسجيلهما والتعويض عليهما من خلال نشاطات متفرقة تأخذهما إليها بعد انتهاء دوام عملها، قدر استطاعتها، وتضيف في حديث لموقعنا: “سيكونُ البحر، وتحديدًا الشواطئ العامة القليلة المتبقّية، الحلّ الامثل بالنسبة لنا، لأن تسعيرة الدخول إلى المنتجعات والشواطئ الخاصة، إرتفعت أيضا هذا الصيف”.
لم تعد المخيّمات الصّيفيّة ملاذا سهلا ومتاحا للجميع، فالأسعار تكوي الاهل الذين بالكاد يجدون كوّة حتى يتنفّسوا ويتمكّنوا من الصمود في ظل الاوضاع المادية الصعبة…. وبات الصيف ثقيلا، على الاهل وجيوبهم!
سينتيا سركيس -موقع mtv