المنطقة امام سيناريوهان الحل الشامل او الحرب الواسعة
داود رمال – “أخبار اليوم”
للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الرهائن، هناك تحركات دولية وعربية ملحوظة تعكس الجهود المبذولة لتجنب تصاعد النزاع إلى مستويات قد تؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر وتأثيرات إقليمية واسعة، لا سيما على لبنان، والمفاوضات الحثيثة التي جرت في الدوحة وتجري في القاهرة تصب في هذا الاتجاه.
قال مصدر ديبلوماسي ،لوكالة “اخبار اليوم”، لقد “شهدت الأيام الأخيرة زيارات مكثفة من قبل مبعوثين دوليين وعرب إلى المنطقة في محاولة للتوسط بين الأطراف المتنازعة، وقد كانت هناك زيارات بارزة من وزراء خارجية الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا ومصر، بالإضافة إلى التحركات الديبلوماسية المكثفة للولايات المتحدة عبر مبعوثها الرئاسي الخاص آموس هوكشتاين، وهذه التحركات تمحورت حول هدفين رئيسيين: وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن.”
اضاف المصدر: “الجهود المصرية تركزت على دور القاهرة التقليدي كوسيط إقليمي، حيث تسعى إلى تجنب انهيار كامل في غزة يمكن أن يمتد تأثيره إلى جيرانها، وخاصة لبنان، وفي الوقت ذاته، تضغط فرنسا من أجل وقف فوري للعمليات العدائية، في حين تحاول الولايات المتحدة التوصل إلى صيغة توافقية تضمن مصالح الأطراف المختلفة دون انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة”.
اوضح المصدر ان “تبادل الرهائن يشكل جزءًا حساسًا من المفاوضات، والضغط الدولي من أجل إطلاق سراح المدنيين والعسكريين المحتجزين من الجانبين يلعب دورًا حاسمًا في تهدئة الأوضاع، ومصر بدعم من قطر وأطراف دولية أخرى، تقود جهود الوساطة لإبرام صفقة تبادل رهائن قد تكون مفتاحًا لوقف دائم لإطلاق النار”.
ماذا عن لبنان؟، يجيب المصدر مؤكدا ان “لبنان البلد الذي يتأثر دائمًا بالتوترات الإقليمية، يراقب عن كثب ما يحدث في غزة، فالوضع في جنوب لبنان حساس للغاية، حيث يمثل حزب الله فاعلاً رئيسيا في معادلة الأمن الإقليمي، واي تصعيد في غزة دون التوصل إلى اتفاق يمكن أن يؤدي إلى انجرار لبنان إلى مواجهة عسكرية جديدة، وهو أمر تسعى الحكومة اللبنانية لتجنبه بأي ثمن”.
رأى المصدر انه “إذا نجحت الجهود الدولية والعربية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن في غزة، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تخفيف الضغط على لبنان وتأجيل أي مواجهة محتملة في جنوبه، مما يفسح المجال امام الجهود الدولية لاطلاق مفاوضات حول النقاط العالقة والتنفيذ الكامل للقرار الدولي 1701، أما في حال فشل هذه الجهود، فقد نجد أنفسنا أمام تصاعد في التوترات الأمنية في لبنان، مع احتمالية اندلاع مواجهة جديدة بين حزب الله وإسرائيل، وهو ما قد يعيد لبنان إلى دوامة الصراع التي يحاول الخروج منها”.
لدى سؤال المصدر عن السيناريوهات المحتملة يشير الى “سيناريوهين وهما:
الاول: سيناريو الاتفاق الشامل، ويتمثل في نجاح الجهود الدولية والعربية في إبرام اتفاق يؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار وتبادل الرهائن، ما يخفف من حدة التوترات في المنطقة ويمنع تمدد الصراع إلى لبنان.
الثاني: سيناريو الفشل والتصعيد، بحيث إذا لم تنجح هذه الجهود، فقد نشهد تصعيدًا عسكريًا في غزة يمكن أن يمتد إلى جنوب لبنان، خاصة إذا شعر حزب الله بالحاجة للتدخل بشكل اوسع، أو إذا تعرضت مصالحه للتهديد”.
لفت المصدر الى انه “يبقى مصير لبنان مرتبطًا بما سيحدث في غزة، حيث أن نجاح أو فشل الجهود الدولية والعربية في التوصل إلى اتفاق سيكون له تأثير مباشر على استقرار لبنان والمنطقة بأكملها”.