“غالي الذهب غالي”….فهل نشتري
“غالي الذهب غالي”….فهل نشتري
لم تُخطىء فيروز حين غنّت “غالي الذهب غالي”. ففي الوقت الذي يمرّ فيه العالم “بخضّات” متعدّدة، تتوجّه الأنظار نحو ارتفاع أسعار الذهب ووصولها إلى أعلى المستويات، خصوصاً وأنّها صعدت في التعاملات، منذ أيّام، فوق مستوى الـ2550 دولاراً للمرّة الأولى في “التاريخ”. فما هي الأسباب الفعليّة لهذا الإرتفاع؟ وهل يجب شراء الذهب؟
يعتبر الخبير الإقتصادي نديم السبع أنّ “هناك أربعة عوامل أساسيّة تؤدّي إلى ارتفاع أسعار الذهب. الأوّل يعود إلى ميل الولايات المتّحدة الأميركيّة إلى خفض مستويات الفائدة لديها في شهر أيلول. فالعلاقة بين مستويات الفائدة وأسعار الذهب عكسيّة، ما يعني أنّه كلّما انخفضت مستويات الفائدة، كلّما ارتفعت أسعار الذهب، والعكس صحيح”، موضحاً: “في هكذا حالات، يفضّل المستثمر الذي غالباً ما يضع أمواله في المصارف مقابل الحصول على فوائد، أن يستثمر هذه الأموال في شراء الذهب والأسهم فيؤمّن بذلك ربحاً أكبر”.
ويلفت السبع، في حديث لموقع mtv، إلى أنّ “المنطقة على شفير حرب شاملة، ولطالما كانت التطوّرات الجيوسياسيّة سبباً أساسيّاً لارتفاع أسعار الذهب”. ويتابع: “بالإضافة إلى الأحداث التي تجري في المنطقة، فإنّ ما يحصل بين أوكرانيا وروسيا لا بدّ من ذكره أيضاً، خصوصاً وأنّ تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي متواصلة”.
ويضيف: “العامل الرابع يعود إلى لجوء المصارف المركزيّة في عدد من الدول العربيّة، مثل قطر والسعوديّة والإمارات، إلى تخزين الذهب تخوّفاً من الأوضاع السياسيّة، الأمر الذي يدلّ على زيادة الطلب على الذهب والذي يؤدّي إلى ارتفاع أسعارها تلقائيّاً”.
من جهة أخرى، يوضح خبير المجوهرات المحلّف نجيب مكنّا، لـmtv، أنّه “من المهمّ التمييز بين الذهب الصافي والذهب المشغول عند الحديث عن مدى إقبال الناس على الذهب”، مستطرداً: “حين ترتفع الأسعار يزداد الطلب على الذهب الصافي، أمّا الذهب المشغول فيبقى الإقبال عليه كما هو لأنّ المستهلك سيكون بحاجة إليه مهما ازداد سعره”.
ويؤكّد: “قرار شراء الذهب يختلف من شخص لآخر، إلّا أنّ ما يمكن الإستناد عليه هو أنّ شراء الذهب، في أيّ وقت كان، مفيد، لأنّ الذهب لا يتغيّر، إنّما ما يتغيّر فعليّاً هو العملات غير المستقرّة من حوله”.
ماري-جو متّى -موقع mtv