خلافات كبيرة تعصف بأركان “الخماسية”
خلافات كبيرة تعصف بأركان “الخماسية”
إستبعد قطب نيابي كبير خروج الإجتماع الجديد المقرر لسفراء المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية بنتائج عملية على مستوى الدفع في اتجاه إنجاز الإستحقاق الرئاسي اللبناني، في ضوء ما يحكى عن “نصائح” أميركية وغير أميركية للجهات اللبنانية المعنية بالإسراع في الإتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قبل موعد انتخاب رئيس الجمهورية الأميركية المقرر في 5 تشرين الثاني المقبل، وذلك تحت طائلة البقاء في دوامة الفراغ الرئاسي إن لم يتم إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري الحساس، على أن يستمر هذا الفراغ أقلّه حتى الربيع المقبل، بعد أن يكون الرئيس الأميركي الجديد (سواء كان المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس أو المرشح الجمهوري دونالد ترامب) قد تسلم مهماته وأنجز تشكيل إدارته الجديدة الذي سيستغرق طوال فصلي الشتاء والربيع من السنة الجديدة.
وقال القطب النيابي نفسه لـ”ليبانون ديبايت” إنه خلافاً للمشهد الخارجي الذي يوحي أن المجموعة الخماسية هي “على قلب رجل واحد” في ضوء حراكها الراهن، فأن خلافات كبيرة وجديدة تعصف بين أركانها، بعضها حول التعاطي مع مشاريع وقف إطلاق النار الأميركية وغير الأميركية في قطاع غزة والعراقيل التي تمنع الإتفاق على أي منها وتقاعس بعض الدول الخماسية عن لعب أدوار مؤثرة قادرة عليها في هذا المجال، والبعض الآخر من هذه الخلافات يتعلق بالخيارات والمقاربات المتعلقة بالإستحقاق الرئاسي اللبناني وهي خيارات ما تزال متناقضة وباتت متباعدة، بعدما انقسمت الخماسية إلى فريقين، أحدهما يؤيد خيارات فريق لبناني والآخر يؤيد خيارات الفريق اللبناني الآخر، ولم تستطع حتى الآن الإتفاق في ما بينها على خيار واحد لتسعى إلى إقناع الأفرقاء اللبنانيين بالسير فيه وانتخابه.
وتوقع القطب النيابي أن ينتهي اجتماع السفراء إلى اتفاق على أن يقوموا بجولة جديدة على المسؤولين والكتل النيابية والقيادات السياسية تحت عنوان استطلاع الاراء ومحاولة التقريب بن المواقف المتباعدة والتثبت من حقيقة موقف الأفرقاء المعنيين من مبادرة رئيس مجلس النواب الحوارية المُجَدَدَة والقاضية بتقليص أمد الحوار في الإستحقاق الرئاسي الذي سبق انتخاب الرئيس من 7 أيام إلى 5 واقتصار عدد جلسات الإنتخاب التي تليه فوراً على جلسة واحدة فقط تتخللها دورات انتخابية متعددة ولا يرفعها رئيس مجلس النواب إلاّ بعد انتخاب الرئيس.
وسيعود السفراء بعد هذه الجولة ، إلى سيرتهم السابقة وهي التموضع في حالة إنتظارية، والتأكيد مجدداً ان انتخاب الرئيس شأن داخلي على اللبنانيين أن يتحملوا مسؤولية إنجازه بمعزل عن التدخلات الخارجية وعن الخماسية نفسها، التي لطالما أعلنت أنها ستزكّي الخيار الذي سترسو عليه العملية الإنتخابية.
ورجّح القطب أن يباشر السفراء الخمسة جولتهم الجديدة بعد اجتماعهم بحيث يطلعون الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان على نتائجها في حال زار لبنان نهاية الشهر الجاري حسبما بدأ يتردد في الأوساط السياسية والديبلوماسية المعنية.