انقسام دولي حول لبنان… نصر الله يحبط الحلم الاسرائيلي
“ليبانون ديبايت”
فيما لا تزال ذيول الهجوم السيبراني المتفجّر في أجهزة إتصال حزب الله تتكشّف أكثر فأكثر إن على الصعيد الصحي أو المسار التحقيقي، فإن صورة من حال الإنقسام الدولي تتبلور حول الوضع اللبناني برمته.
ولبنان الذي يواجه ملفّين ضاغطين يتلخّصان بالقرار 1701 والشغور الرئاسي، يطل عليه الإنقسام الدولي بشكل صارخ في نظرته حول كيفية معالجة هذه الأمور.
وتبرز الولايات المتحدة الأميركية بدفع إسرائيلي واضح لتحييد الملف الرئاسي في المرحلة الحالية والتركيز على تطبيق الـ1701 من خلال فصل جبهه الجنوب اللبناني عن جبهة غزة.
وهذه الرغبة الأميركية الإسرائيلية تنبع من قناعة لديهما بأن حرب غزة طويلة الأمد، وبالتالي فإن وعد الحكومة الإسرائيلية بإعادة المستوطنين إلى الشمال سيكون وعداً كاذباً في حال لم يتم فصل المسار عن غزة وتطبيق القرار الـ1701.
ووفق هذه القناعة الأميركية الإسرائيلية هناك رفض مطلق للحديث بأي موضوع آخر ومنه الملف الرئاسي فالأهم لدى الطرفين إقفال الملف الملح بالنسبة لهما، لأن أمن إسرائيل أولوية للولايات المتحدة الأميركية.
في المقابل، هناك جهد عربي يمكن وصفه بالخجول وينصب على حل الملف الرئاسي الذي برأيه سيؤدي إلى حلحلة في بقية الملفات وتطبيق الـ1071 يظل أكثر احتمالية في ظل قيادة سياسية فاعلة، لكن تسويق هذه الفكرة عند أصحابها لم تبلغ حتى الساعة المستوى المطلوب.
لكن بين هذين المحورين تبرز القوات اللبنانية التي تراهن على الإستمرار بحالة المراوحة هذه في الملف معاً متماهياً مع دولة عربية وازنة تتهرّب من الخوض بالملف اللبناني حالياً بانتظار شيئ ما.
إذا الصراع اليوم بات يتركّز على عملية فصل الصراع في الجنوب عن غزة لكن هذا التركيز شتته أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه يوم الخميس عندما كرّس مجدداً عدم فصل الجبهتين عندما قال أن جبهة الإسناد ستبقى طالما أن حرب غزة مستمرة وأن مستوطني الشمال الإسرائيلي لن يعدودوا قبل أن تقف الحرب على غزة، ليسقط بذلك كافة الجهود الأميركية المنصبة في هذا الإتجاه.
كلام السيد اليوم ليس نابعاً من منظور محلي ضيق بل من انخراط الحزب في حرب يراها استراتيجية بغض النظر عن الخسائر التي تكبدها، فهذه الخسائر وإن كانت صفعة قوية فذلك لا يعني أن حزب الله قد هُزم، وخياره الإستراتيجي بالإبقاء على جبهة مساندة غزة من أجل الإبقاء على المحور متضامناً تماماً.
أما ما تشكّله التهديدات بعزل لبنان عن غزة من خلال هجوم بري، فيمكن وصفه بكونه مجرد “فقاعات الصابون” لأنه رغم التصريحات من كبار المسؤولين الإسرائيليين، فإن اسرائيل تتهيب بشكل كبير أي هجوم بري، حيث لا تزال تداعيات حرب تموز في الـ2006 محفورة في ذاكرة كل إسرائيلي، وما يعزز المخاوف الإسرائيلية لغة الثقة التي اعتمدها السيد نصر الله في خطابه الاخير حيث عبر عن الإستعداد الكامل بانتظار أي هجوم بري قد تشنه إسرائيل على لبنان، وبالتالي شكل هذا التحدي تعبيراً عن قراءة بين السطور الإسرائيلية لحجم الخوف من الإقدام على هذه الخطوة.
أما الهدف الإسرائيلي إلا بعد عن وقف الحرب في الجنوب هو كسر لـ “وحدة الساحات ” التي تشكل قلقاً دائماً لاسرائيل التي اعتادت على تطبيق مقولة “فرق تسد” وتعتبر أن التصعيد اليوم في الجنوب سيمكنها من إعادة المستوطين وفرض التسوية على حزب الله بما يكسر هذه الوحدة وتتفرغ بالتالي لتطهير غزة كما تشتهي.