حذر يكتنف زيارة هوكشتاين… معطيات بري تجعله متفائلاً
“ليبانون ديبايت”
وصل الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت بعد أن كان قد تسلّم أمس الرد اللبناني على مسودة التفاهم حول وقف إطلاق النار ببنوده كافة، مما رسم علامات تفاؤل لأول مرة على وجه رئيس مجلس النواب، الذي اختلى هاتفياً أمس في غرفة مغلقة لمدة ساعتين مع مفاوضين فرنسيين وأميركيين قبل أن يخرج ليبث بعضاً من التفاؤل.
فهل فعلاً هناك مكان للتفاؤل اليوم بقرب نهاية الحرب؟
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم أن “مساحة التفاؤل اليوم التي يبثها بالتحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري هي أكثر من أي وقت مضى”، لافتاً إلى أن “ما نشر صباح اليوم في الإعلام من قبل مصادره أوحى بأن الأمر محسوم، لا سيما أن الخلوة عبر الهاتف مع فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والتي عقدها لمدة ساعتين، كما أنها المرة الأولى التي يُحكى فيها بهذه الطريقة في الإعلام”، معتبراً أن “هذا النمط جديد في التعامل مع هكذا موضوع بهذا الحجم، إلا في حال كان يملك بري شيئاً ما نجهله”.
لكنّه يشير إلى أمر هام وهو أن هذا التفاؤل قابله تصعيد عسكري إسرائيلي وكلام لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عن تصميمه على إنهاء حزب الله، كما أن بعض المسؤولين اللبنانيين مثل الرئيس نجيب ميقاتي لم يعطوا أجواء تحاكي أجواء الرئيس بري.
وعليه، يرجح بيرم أن “يكون بري يملك قاعدة معطيات متينة أو أنه يحاول استدراج جو إيجابي، لكنه يلفت إلى أنه “رغم كل أجواء التفاؤل، فإن اللبنانيين يبقون على حذرهم”.
ويبرر هذا الحذر بناءً على 3 عوامل وهي:
– بث الإسرائيلي لأجواء مضادة، حيث كان يريد من حزب الله أن يستسلم.
– المواطنون عاشوا تجربة مماثلة وهي تجربة المفاوضات بين حماس ونتنياهو والمشاركة الأميركية، حيث كان مصيرها الفشل بسبب العراقيل الإسرائيلية.
– التجربة مع هوكشتاين ليست وليدة الساعة، فهو منذ ما يقارب العام يأتي إلى لبنان، والتجربة لم تدل على أنه وسيط نزيه.
هذا ويرى بيرم من خلال تطورات الميدان الأخيرة أن “حزب الله يترك الورقة العسكرية الثمينة لمثل هذه اللحظة، حيث للمرة الأولى يستعمل صواريخ فاتح 110، ويقصف بهذه الكثافة”، مشدداً على أن “حزب الله يحاول استثمار هذه الورقة الآن في لحظة التفاوض، حتى أنه في حال حصل حل أو تسوية، فإنه سيؤكد أن قوته الميدانية هي التي فرضت الحل”.
ويُوضح بيرم أنه في حال عدم التوصل إلى تسوية، فإن حزب الله يثبت عدم استسلامه لإسرائيل بل ما زال يتعامل معها بالنار كما تتعامل هي معه، مشيراً إلى أن “الحزب يعمل بالمنطق السياسي أيضاً وليس فقط عسكرياً، فعمله العسكري اليوم ممزوج بالسياسة”.
أما عن ترجمة ما يذهب إليه خصوم حزب الله في استثمار التسوية لتصوير الحزب بأنه مهزوم، لا سيما أن التسوية تعني اليوم وقف المساندة لغزة، فيلفت بيرم إلى أن “خصوم حزب الله بدأوا مرحلة ‘تهذيبه’ بشكل مبكر وليس من الآن بل منذ فترة تقارب الـ 5 أشهر، ولا سيما بعد مقتل السيد حسن نصرالله والقيادات، وهذا مستمر حتى اليوم”، لكنه يوضح أن حزب الله في الأساس لم يكن يشير إلى أنه سيمنع الهجوم على غزة، ولكن كان يدعم المقاومة واستمر إلى اليوم ودفع ثمن وفائه لشعاراته غاليًا، حيث هو رفع شعار الدعم ولم يتخلَّ عنه بالرغم من تواجد فرص عرضت عليه بأن يوقف وينسحب من المعركة مقابل مكاسب، فهو لم يبع، فمن يعرف حزب الله يعلم جيدًا كيف يفكر”.