بقلم سعيد غريّب
“أعتقد أنّ لديهم الوقت. في 9 كانون الثاني، سيكون قد مرّ عامان وشهران على شغور الرئاسة. برأيي يمكن للبنانيين الانتظار شهرين أو ثلاثة اضافية، لانجاز الأمور بشكل صحيح.” هذا الكلام لمستشار الرئيس #دونالد_ترامپ للشؤون العربية والشرق الأوسطية، د.مسعد بولس عكس أجواء مثيرة للتشكيك في حتميّة انتخاب رئيس في هذا الموعد المحدّد قبل دخول ترامب البيت الابيض. وقد عزّزت هذه الاجواء، من جهة، الانقلابات الدراماتيكية الواقعة في سوريا والمتداخلة في بعض وجوهها مع الواقع اللبناني، ومن جهة ثانية، ردود الفعل المحلّيّة في ما يتعلّق بشروط وقف النار المعلن وآلية تطبيق القرارات الدولية والانتخابات الرئاسية.
من هنا توحي النصيحة الاميركية بأن لا رئيس للبنان قبل تسلّم ترامب مهمّاته الرئاسية لأنّه وفريقه سيحددان المسار الذي سيسلكه الاستحقاق الرئاسي اللبناني، استكمالا لما وعد به الرئيس الاميركي العتيد اللبنانيين، غير مرّة، في أثناء حملته الانتخابية، من تسوية للوضع، ولا سيما أنّه سلمّ الملف اللبناني لرجل الاعمال، الدكتور مسعد بولس، والد صهره اللبناني، والأصهرة احيانا يصنعون الأعاجيب.
انّ المسألة متشابكة أكثر من أيّ وقت مضى، والولايات المتحدة ستكون في قلبها أكثر من أي وقت مضى، من الأنبار الى سوريا وايران ولبنان، فيما المصالح تتقاطع مع روسيا وموضوع انهاء الحالة المتفجّرة مع اوكرانيا. والواضح حتى الآن أنّ التطورات التي لا تزال تتفاعل، في ظل احتدام الصراعات الاقليمية والدولية وانعكاساتها على لبنان، تلقي بثقلها على مسار الاستحقاقات المحلية، علما ان هذه التحولّات العنيفة لم تأت من عبث، والوضع على هذا المستوى لم يتحرّك فجأة، وانّما نجم عن مسار طويل من السياسات والصفقات. وثمّة من يعتبر في هذا السياق أنّ التطرّف يمكن أن يتلاشى، ولكن بعد أن يكبر، وفي نهاية مطاف لم يعد بعيدا.
وحتّى ذلك الحين، ووسط الاحوال البركانية التي نعبرها ترتسم التساؤلات حول البروفايل الرئاسي المطلوب للبنان في هذه المرحلة، ولا سيما أنّ اتمام الانتخابات الرئاسية من دون تفاهمات مسبقة أمر غير واقعي، بالنسبة الى قوى داخليّة عدّة. فالمسألة ليست مجرّد توزيع للمناصب الثلاثة الأولى في الدولة، وانّما عبارة عن وضع أسس للحكم على مدى سنوات ست مقبلة
