نتنياهو : نفذت وعدي
نتنياهو : نفذت وعدي
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، بأنه نفذ وعده الذي قطعه منذ عام بتغيير الشرق الأوسط، مؤكدًا أن الأوضاع في سوريا ولبنان وغزة لم تعد كما كانت، مشيرًا إلى أن إيران أيضًا ليست كما كانت في السابق.
وقال نتنياهو، في تصريح نقله موقع “JewishPress”، “قبل عام قلت إننا سنغير الشرق الأوسط، وها نحن نغيره بالفعل، فسوريا ليست سوريا نفسها، ولبنان ليس لبنان نفسه، وغزة ليست غزة نفسها، ورأس المحور، إيران، ليست إيران نفسها”. كما أضاف أن هذا التغيير يتم تحت قيادة إسرائيل، التي تسعى لإعادة تشكيل المشهد الإقليمي لصالحها.
وأوضح نتنياهو أنه ناقش هذه القضايا مجددًا مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في محادثة وصفها بـ “الدافئة والودية”، مشيرًا إلى أنها كانت مهمة للغاية. وأضاف أنه تطرق أيضًا إلى الجهود المبذولة لاستكمال ما أسماه “انتصار إسرائيل”، بالإضافة إلى جهود تحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس.
في نفس السياق، كانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت، أمس الأحد، عن خطة لتوسيع المستوطنات في هضبة الجولان السوري المحتل بتكلفة تزيد عن 11 مليون دولار أميركي، وهو ما اعتبره نتنياهو خطوة هامة في تعزيز الاستيطان في المنطقة، مؤكدًا أن “تعزيز الاستيطان في الجولان يعني تعزيز دولة إسرائيل، وهو أمر بالغ الأهمية في هذه الفترة”.
وأكد نتنياهو أن هضبة الجولان ستظل إلى الأبد جزءًا لا يتجزأ من إسرائيل، في تصريحات أكد فيها أهمية التمسك بالجولان كجزء من الأمن القومي الإسرائيلي. وواصل قائلاً إن إسرائيل سيطرت على قمة جبل الشيخ السورية والمنطقة العازلة في الجولان، مضيفًا أن الجيش الإسرائيلي مستعد للقيام بكل ما يلزم لحماية إسرائيل من أي تهديدات قد تطرأ.
في السياق نفسه، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نظام الأسد الذي حكم سوريا لمدة 54 عامًا قد انهار، وأن إسرائيل كانت على استعداد تام للتعامل مع هذا الوضع، مشيرًا إلى أن الجميع بات يدرك الآن “الأهمية البالغة” لسيطرة إسرائيل على الجولان.
هذا ويأتي تصريح نتنياهو في وقت حساس بعد أن هيمنت فصائل المعارضة المسلحة، وخاصة “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقًا والمحظورة في عدة دول)، على مبنى التلفزيون السوري الرسمي في دمشق في 8 كانون الأول الجاري. وأعلنت الهيئة على إثر ذلك سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، حيث أكدت سيطرتها على العاصمة دمشق والبلاد بشكل كامل، ما يشير إلى تحولات كبيرة في الوضع العسكري والسياسي داخل سوريا.
وفي هذا السياق، كان نتنياهو قد صرح الأسبوع الماضي أن إسرائيل قامت بـ “تغيير الشرق الأوسط” على حد تعبيره، مشددًا على أن هذا التغيير لا يتوقف عند الحدود الإسرائيلية، بل يمتد إلى النفوذ الإقليمي والاستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة.
وفي خطوة دبلوماسية وعسكرية موازية، تعزز إسرائيل نشاط دفاعاتها في هضبة الجولان، حيث يشهد هذا الجزء من الجغرافيا السورية اهتمامًا بالغًا من قِبل الجيش الإسرائيلي في سياق الصراع الإقليمي الجاري، خاصة بعد تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا وتفشي حالة من الفوضى نتيجة الصراع الداخلي الدائر في البلاد.
ويشار إلى أن الجولان قد أصبحت في السنوات الأخيرة مركزًا استراتيجيًا لإسرائيل في سياق تعزيز الأمن القومي ومراقبة التحركات العسكرية على الحدود السورية. ويمثل التوسع الاستيطاني في الجولان عنصرًا أساسيًا في السياسات الإسرائيلية لضمان السيطرة على المنطقة في المستقبل.
وفيما يتعلق بلبنان وقطاع غزة، اعتبر نتنياهو أن الوضع في هذه المناطق لم يعد كما كان في السابق، مشيرًا إلى أنه في لبنان، حزب الله قد أصبح أكثر نفوذًا وتزايدت التهديدات الإسرائيلية تجاه هذا الحزب المدعوم من إيران. كما أضاف أن قطاع غزة يشهد حروبًا مستمرة مع حركة حماس، إلا أن إسرائيل تسعى دائمًا إلى فرض سيطرتها على الأوضاع من خلال تعزيز دفاعاتها في هذه المناطق.