اخبار محلية
حرية حركة لإسرائيل.. رغم “إنكار” لبنان
“ليبانون ديبايت” لم يعد مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي بدأ الحديث عنه في إسرائيل بعد ساعات معدودة على عملية “طوفان الأقصى”، محصوراً بجغرافيا غزة أو جنوب لبنان ومنذ أيام في سوريا بعد السقوط المدوي لنظام بشار الأسد. وبمعزلٍ عن المعارضة الواسعة لهذا المشروع بدءاً من لبنان وصولاً إلى الجوار السوري، فإن هذا المشروع الذي دخلت إسرائيل على خط تنفيذه ميدانياً وبالنار والعدوان والتدمير الممنهج، تضعه مصادر دبلوماسية مطلعة في مصاف التغيير في منطق الأمور والتعامل السياسي أولاً والتحول في قواعد الإشتباك على الجبهات التي كانت مفتوحة أو مرشحة للإشتعال مع إسرائيل. فالمعايير التي تحكم هذه المرحلة الجديدة وفق ما تكشف المصادر الدبلوماسية ل”ليبانون ديبايت”، تبدو أكثر واقعية من كل المعايير السابقة، وهي بدأت تتبلور انطلاقاً من اتفاق وقف النار في لبنان، والذي لا يزال يكتنفه بعض الغموض على مستوى التطبيق الميداني في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية المتصاعدة في الأيام الأخيرة، بالتوازي مع التدمير الممنهج للترسانة العسكرية السورية. وتستعيد المصادر الدبلوماسية في مشهد مئات الغارات التي نفذتها إسرائيل في سوريا، الغارات التدميرية التي سبقت الإعلان عن وقف النار في لبنان، حيث تمادت في تدمير الضاحية والقرى الجنوبية الحدودية كما المعابر بين لبنان وسوريا بقاعاً وشمالاً، فقطعت كل خطوط الإمداد لمحور المقاومة، وباشرت مع احتلالها للمنطقة العازلة في الجولان إلى تنفيذ مشروع السيطرة على الساحات التي انخرطت بعد 7 أوكتوبر في جبهة موحدة ضدها. وتستند المصادر الدبلوماسية في مقاربتها هذه إلى تقارير خبراء حول ما تحقق من مشروع الشرق الأوسط الجديد الإسرائيلي، وهو التوغل وقضم الكيلومترات والهدم في غزة وفي جنوب لبنان كما في الجنوب السوري، وهو ما يتواصل إلى اليوم في القرى الحدودية، ومن دون أي اعتراضات أميركية على وجه الخصوص حيث أن واشنطن تتولى رئاسة لجنة مراقبة وقف النار. وإذا كان الإتفاق الموقع في تشرين الثاني الماضي قد منح الطرفين الموقّعين عليه حقّ الدفاع عن النفس، فإن واشنطن قد منحت إسرائيل حرية الحركة أيضاً، حيث ترى المصادر أنه إذا كان لبنان مصراً على الإنكار وعلى أن لا يعترف بما تعهدت به إدارة الرئيس جو بايدن لإسرائيل بحجة أنه غير معنيّ بكل ما هو على هامش اتفاق وقف النار، فإن هذا لا يعني أن هذه التعهدات ليست قائمة بدلالة الطلعات اليومية المكثفة للطيران الإستكشافي الإسرائيلي فوق بيروت وسائر المناطق. وهنا، تتوقع المصادر الدبلوماسية استمرار العمليات الإسرائيلية في الفترة الزمنية الفاصلة عن العشرين من كانون الثاني المقبل، من أجل رسم أمر واقعٍ في الساحات الثلاث الفلسطينية واللبنانية والسورية، حتى إذا حان أوان وقف الحروب كما تنص عليه روزنامة الرئيس دونالد ترامب، تكون إسرائيل قد مضت في إنجاز مراحل مشروعها التدميري لمحور الممانعة، وقضت على أي قوة عسكرية قد تهددها مستقبلاً ب”طوفان أقصى” جديد. |