اخبار محلية

هكذا خططت إسرائيل لـ”ضرب ح ز ب الله”.. ما قيل مهم جداً

هكذا خططت إسرائيل لـ”ضرب ح ز ب الله”.. ما قيل مهم جداً

نشر موقع “الخنادق” المعني بالدراسات الإستراتيجية تقريراً جديداً سرد قراءة للحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد لبنان، شارحاً الإستراتيجية التي اعتمدتها إسرائيل في هجماتها تجاه “حزب الله”.

ويقول التقرير إنّ الحرب بدأت بتفجير أجهزة البيجر في متناول أيدي عناصر “حزب الله” يوم 16 أيلول، وتلاه تفجير الأجهزة اللاسلكية في اليوم التالي، ومن ثم استهداف قادة الرضوان، وأضاف: “في 23 أيلول 2024، شنّ العدو الإسرائيلي على لبنان حرب سهام الشمال؛ معتمداً فيها وبالتتالي ثلاثة مناهج: حرب الصدمة والترويع؛ الحرب البر – جوية؛ وحرب المناورة البرية”.

وذكر التقرير أنّ “الخطة الإسرائيلية ضد لبنان اعتمدت التدرج في التصعيد ومنع الطرف الآخر من فتح الحرب الواسعة وصولًا إلى استهداف البنية القيادية والتنظيمية والقدرة العسكرية قبل بدء الهجوم البري، واستخدام الاشتباك الناري غير المباشر مع حضور بري محدود للدبابات واشتباك مؤقت مع فك اشتباك بعد إسكات النيران المباشرة، مع تحييد المدنيين من الاستهداف لمنع الجبهة الداخلية من التحول إلى عبء، وإدارة حرب نفسية دقيقة لتقليص تأثير الخسائر إلى الحد الأدنى”.

وتابع: “المشكلات التي عالجتها الخطة هي إمكانية قيام حزب الله بهجوم ناري وبري خلال مرحلة التصعيد، امتلاك الحزب لقدرات نارية وقتالية واسعة وشبكة اتصالات قيادية تحركها وتديرها، توفر المقاتلين على قدرات قتالية وإمكانيات مميزة في القتال المباشر، عدم قدرة الجبهة الداخلية في الكيان المحتل على تحمل التعرض للقصف المدمر والخسائر البشرية، تأثر الجبهة الداخلية بالخسائر التي تصيب الجيش ومقراته، إخفاء المقاومة لمقراتها القيادية ومستودعات سلاحها ضمن القرى والمدن”.

أما على صعيد عناصر الخطة الإسرائيلية ضد لبنان، فتضمنت التضليل الإستراتيجي الذي هدف إلى استشكاف حافزية “حزب الله” بدءاً من اغتيال القيادي في حركة “حماس” صالح العاروري مطلع العام 2024 في الضاحية الجنوبية لبيروت وذلك من خلال كسر معادلات الردع القائمة وفرض معادلات ردع جديدة، وجسّ نبض بشأن استجابة حزب الله لمرحلة التصعيد حال خروج الأزمة عن السيطرة والذهاب نحو الصراع المفتوح واندلاع الحرب.

يرى التقرير أن “إسرائيل استغلت الانطباع والتقدير المعلن من قبل المقاومة حول عدم وجود نية لخوض الحرب واستبعاد وجود نية لدى العدو لخوضها، وذلك للتدحرج تدريجيًّا نحو المواجهة الكبرى قبل أن يندفع الحزب للانخراط فيها والرد بشكل واسع على الخطوات العدوانية”.

وتابع: “وفقًا للقيادة الإسرائيلية، الهدف الاستراتيجي من تغيير طريقة التعامل مع الأوضاع في الشمال هو إعادة سكان الشمال وتكليف حزب الله ثمنًا باهظًا واستعادة الردع، ناهيك عن توصيل رسالة لحزب الله للانفصال عن حماس والسعي لوقف المواجهة مع إسرائيل دون أي ربط بوقف إطلاق النار في قطاع غزة”.

وأكمل: “لقد عملت إسرائيل على استنزاف موارد حزب الله تدريجيًّا بما يساهم في تقويض تهديدات حزب الله وتداعياتها على الأمن القومي الإسرائيلي، وتعرض الكيان لزخم ناري كثيف، بعدما كانت التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الكيان سيتلقى يوميًّا حوالي 2000-2500 صاروخ يوميًّا، في الحرب المقبلة مع حزب الله”.

وتابع: “مع هذا، فقد تحوّلت القدرات الرادعة لدى المقاومة إلى هدف للعدوان بحد ذاتها، وذلك قبل الشروع بالحرب والإعلان عن بدئها، وذلك بما يسمح للعدو بخوض المواجهة بأقل الخسائر مع انحسار القدرة التسليحية للمقاومة، خصوصاً وأن جزءاً كبيراً من الكادر التشغيلي قد استهدف بالاغتيال وتفجير البيجر واللاسلكي”.

يلفت التقرير إلى أنّ “إسرائيل عملت على تدمير القدرات والموارد البشرية والمادية للمقاومة، وتسجيل إنجازات سريعة وإحكام السيطرة على مسار الحرب من اللحظة الاولى، والنتيجة العرضية لذلك تخدم في زرع الشك في الصفوف التنظيمية وإدارة النظم حول الاختراق الأمني عبر إثارة الريبة بوجود العملاء داخل الحزب”.

أيضاً، قال التقرير إنّ “إسرائيل وصلت إلى الأماكن والشخصيات والخطط، في سياق الحفاظ على السيطرة على مسار الحرب، كما أراد العدو منع نقل المعلومات والأوامر بسرعة ودقة، ومنع التواصل والتنسيق ما يؤثر على سرعة اتخاذ القرارات وتعقيد عمل المنظومة القيادية والتنفيذية ومنعها من التكيف وفقًا لتغير الظروف الميدانية والحاجة لتغيير الخطط، والحؤول دون معالجة المعلومات المتغيرة”.

ورأى التقرير أن “اغتيال الكوادر في حزب الله هدفه تعطيل المسار التنظيمي ومن ثم التأثير المباشر في تنفيذ الخطط العسكرية، مع اختلال الصفوف البنيوية الأدنى”.

أيضاً، ذكر التقرير أنّ الهدف من تفجيرات البيجر وأجهزة اللاسلكي هو “إخراج مجموعة من الكوادر عن الخدمة، وزرع الشعور بفقدان الأمان تجاه الأجهزة التكنولوجية، وإدخال منظومة العمل في حالة من الشلل في التواصل والتشتت، وانهيار المستويين الشعبي والتنظيمي. أما النقطة الأهم فهو القضاء على الروابط المركزية في منظومة المقاومة الصاروخية”.

كذلك، قال التقرير إن “تدمير القدرات ساهم بإدخال المقاومة في حالة من الصدمة التنظيمية لجهة شل القدرات قبل تحريكها، وإضعاف ثقة المقاومة بنفسها مقابل رفع معنويات الداخل الإسرائيلي، وبالاستفادة من مشاركة واسعة لسلاح الجو الأميركي”.

واعتبر التقرير أن “الهدف من اغتيال قادة الرضوان هو القضاء على رأس الحربة الدفاعية والهجومية على الجبهة وإبراز التفوق الإسرائيلي الأمني والاستخباراتي والعسكري، والدفع نحو انهيار قوة العمليات الخاصة والقضاء على تهديد فرقة الرضوان ومنعه من القيام بعمليات أمنية باتجاه الجليل”.

وأكمل: “أما الهدف من اغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله فهو ضرب محور المقاومة باستهداف الدور التنسيقي لنصرالله لجبهة الإسناد، وإحداث الانهيار الكبير لدى القاعدة والهيكلية العسكرية كلها أي انهيار منظومة المقاومة، وإضعاف عملية اتخاذ القرار العسكري والسياسي إلى الحد الأقصى، وتقويض الوجود السياسي للمقاومة لاحقًا”.

وختم: “أما العملية البرية، فهدفت إلى ترسيخ مفهوم المعركة في أرض العدو وإبعاد التهديد عن الحدود المحتلة، وإنشاء منطقة عازلة داخل الحدود اللبنانية، وامتلاك أوراق تفاوضية للمناورة لاحقًا كتعديل القرار 1701، وتغيير الواقع الديموغرافي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com