اخبار دولية

أوروبا تجهز “رداً مؤلماً” انتقاماً من سياسة ترامب… هذا ما كشفه الخبراء

رأى خبراء أن أوروبا تتجه لتوجيه “رد مؤلم” إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نتيجة سياسة التقارب مع روسيا لإنهاء الحرب على حساب أوكرانيا والأوروبيين.

ويتمثل هذا الرد الأوروبي، في زيادة الإنفاق الدفاعي بالاعتماد على شركات أسلحة أوروبية، والاستغناء عن نظيرتها الأمريكية، إضافة إلى التباعد السياسي مع واشنطن، بحسب الخبراء.

والخميس الماضي، أعطى قادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27، الضوء الأخضر لخطة طرحتها المفوضية الأوروبية لزيادة الإنفاق الدفاعي.

وبحسب خبراء في العلاقات الأمريكية والأوروبية، فإن الصندوق الدفاعي الذي سيجمع 800 مليار يورو من الدول الأوروبية بغرض الردع الدفاعي، سيوجه مخصصات لتصنيع السلاح الذي تحتاجه أوروبا في مصانع محلية، بدلا من شركات السلاح الأمريكية التي كانت توفر الاحتياجات العسكرية والتسليحة لـ”حلف الناتو” بأموال أوروبية، ما يضيع صفقات مهمة بالمليارات على الولايات المتحدة.

وأوضحوا أن الميل الأمريكي نحو روسيا، يتسبب بشق صفوف حلف “الناتو” ويهدد بقوة مبدأ الدفاع المشترك، الذي كان قائما على مر عقود بين ضفتي الأطلسي.

“إيلام ترامب”
ورأى أستاذ التواصل السياسي في جامعة كادس إشبيلية الإسبانية والخبير في الشؤون الأوروبية الدكتور محمد المودن، أن “الولايات المتحدة في عهد ترامب تغامر بعلاقاتها الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي بسبب الأزمة الأوكرانية في وقت تشهد فيه السياسة الأمريكية تغييرا جذريا”.

وأوضح المودن في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن “هذا التغيير الجذري عبر ترامب أربك الكثير من العلاقات والتحالفات التقليدية للولايات المتحدة”.

وأضاف أن “ترامب يذهب فعليا لوقف المساعدات العسكرية لكييف والضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، للقبول بشروط روسيا في تعامل دبلوماسي أمريكي غير مسبوق، ثم تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دون استشارة الحلفاء الأوروبيين؛ ما يتسبب بتقويض الثقة في التزام واشنطن تجاه القارة العجوز”.

ولفت المودن، إلى وجود “خطاب متصاعد في الاتحاد الأوروبي يدعو لبناء قوة خاصة وفق الظروف الجديدة بعيدا عن التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة في وقت تضغط فيه قوى سياسية أوروبية على حكوماتها، لعدم رفع الإنفاق العسكري الذي يطالب به ترامب الأوروبيين في حلف الناتو إلى ما فوق 2% من الناتج المحلي”.

وتابع أن “عدم رفع الإنفاق الأوروبي في الحلف ينعكس على شركات السلاح الأمريكية التي يوجه الجانب الأكبر من أموال الناتو لشراء إنتاجها التسليحي، وهو ما يوضح جانبا كبيرا مما تحققه واشنطن من مكاسب مالية عبر الحلف على حساب الأوروبيين”.

ورأى المودن، أن “الأمر الذي سيؤلم ترامب، هو وقف تدفق الأموال الأوروبية التي كانت تشتري السلاح الأمريكي ضمن الناتو واعتماد أوروبا على إنتاجها وتوفير أموالها لصناعاتها العسكرية”.

واعتبر أن “ترامب بسياسته أدى إلى إضعاف ثقة أوروبا في أمريكا وأحدث شرخا في قلب “الناتو” وهدد بقوة مبدأ الدفاع المشترك، الذي كان قائما على مر عقود بين ضفتي الأطلسي”. 

جفاء
بدوره، قال الخبير في الشؤون الأمريكية الداه يعقوب، إن “أمريكا مع ترامب لا تبدي أي اهتمام بمدى التأثير أو الدور القيادي لها في أوروبا، كما كان طوال عقود ماضية”.

وقال يعقوب إن “القارة العجوز لن تكون الشريك القوي لأمريكا طالما ترامب في السلطة، وأن الجفاء سيكون سمة العلاقة التي ستعتمد على المصالح الاقتصادية البحتة بالدرجة الأولى”. 

وأضاف أن “في كل محطات الولاية الأولى لترامب، كان هناك شد وجذب وعلاقة غير قوية مع الأوروبيين وهذا ما يتكرر في ولايته الثانية حيث يظهر التوتر وعدم التلاقي معهم وسط الحديث عن الزيادات الجمركية المتوقع فرضها على بعض الدول الأوروبية في قادم الأيام وصولا إلى ما يجري مع روسيا؛ مما يهدد أمن أوروبا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com