غازات الاحتباس الحراري تُلهِب الأرض وتبعث بموجة حر شديدة!
غازات الاحتباس الحراري تُلهِب الأرض وتبعث بموجة حر شديدة!
تعيش جميع مناطق العالم هذه الأيام تحت وطأة موجة حر شديدة مع تسجيل درجات حرارة قياسية بعدة بلدان. وكمثال، قال مركز الأرصاد الجوية الإيطالي إنه يخشى “موجة حرارة صيفية هي الأشد وواحدة من أشد موجات الحرارة على الإطلاق” في بلاده.
وكان الأسبوع الأول بكامله من شهر تموز الأكثر سخونة على الإطلاق في العالم، وفقا للبيانات الأولية الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. ويقول الخبراء إن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري هي المسؤولة عن ازدياد شدة موجات الحرارة ومدتها ومعدل تكرارها.
اجتاحت موجة من الحر السبت جميع مناطق العالم، حيث سجلت مستويات قياسية من الصين إلى أوروبا والولايات المتحدة، ما دفع السلطات إلى اتخاذ تدابير جذرية للتعامل مع القيظ والحرائق التي تُعزى إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
وتشهد إيطاليا، من الشمال إلى الجنوب، موجة حر سترتفع خلالها درجات الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة في الأيام المقبلة.
وأصدرت وزارة الصحة الجمعة إشعار تنبيه أحمر يشمل السبت والأحد عددا كبيرا من المدن الرئيسية من روما إلى بولونيا ومن فلورنسا إلى بيسكارا مع توقع تسجيل 36-37 درجة مئوية اعتبارا من الأحد (يشعر السكان بأنها توازي 39 درجة مئوية)، قبل الذروة المتوقعة في بداية الأسبوع المقبل.
في روما، قد ترتفع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية الاثنين ثم 42 أو 43 درجة مئوية الثلاثاء، وهذا أعلى من الدرجة القياسية السابقة البالغة 40,5 درجة مئوية التي سُجلت في العاصمة في آب 2007.
وذكرت صحيفة “إل ميساجيرو” اليومية إن لاعبين هواة لكرة القدم يبلغان 48 و51 عاما توفيا مساء الجمعة بعد إصابتهما بإعياء جراء الحر على الأرجح خلال مبارتين في منطقة نابولي في الجنوب.
وقال مركز الأرصاد الجوية الإيطالي إنه يخشى “موجة حرارة صيفية هي الأشد وواحدة من أشد موجات الحرارة على الإطلاق”.
ولن يكون شمال إيطاليا في منأى من موجة الحر إذ يتوقع أن تصل الحرارة إلى 38 درجة مئوية الثلاثاء في ميلانو. وُضعت الخدمات الصحية والطبية في جميع أنحاء البلاد في حالة تأهب لتقديم الرعاية للأكثر ضعفا والتدخل في دور رعاية المسنين.
وأصدرت الحماية المدنية تنبيهات من اندلاع حرائق في معظم أنحاء سردينيا اعتبارا من الأحد، وكذلك في شرق صقلية، بين ميسينا وكاتانيا.
من بين بلدان البحر الأبيض المتوسط، تعاني اليونان أيضا من موجة حارة اضطُرت السلطات لليوم الثاني إلى إغلاق الأكروبوليس في أثينا خلال الساعات التي ترتفع فيها الحرارة (11،30 و17،30). وأعلنت أن الموقع المصنف على أنه أحد مواقع التراث العالمي على قائمة اليونسكو ويشهد إقبالا كبيرا سيغلق كذلك الأحد في هذه الفترة.
وفي حين تراوح درجات الحرارة المتوقعة في أثينا بين 40 و41 درجة مئوية، فإن “درجة الحرارة الحقيقية التي يشعر بها الجسم … أعلى بكثير من ذلك” على قمة الأكروبوليس، وفق ما صرحت به وزيرة الثقافة اليونانية لينا مندوني الجمعة.
ونشر الصليب الأحمر اليوناني منذ الخميس فريقا في الموقع قدم المساعدة لعشرات السياح الذين شعروا بالإعياء، ووزع أكثر من 50 ألف زجاجة من المياه. وقررت السلطات إبقاء معظم المتنزهات والمساحات الخضراء في أثينا مغلقة أيضا السبت.
وبالمثل تقرر إغلاق قصر كنوسوس في جزيرة كريت خلال ساعات الحرارة الشديدة أمام السياح.
وفي وسط اليونان، في منطقة طيبة، ارتفعت الحرارة الجمعة إلى 44.2 درجة مئوية. وإذا كان من المتوقع أن تنخفض قليلا اعتبارا من الأحد، يخشى أن تضرب موجة حر جديدة اليونان اعتبارا من الخميس، وفقا للمرصد الوطني لأثينا.
وحذرت سلطات اليونان من ارتفاع مخاطر نشوب حرائق، خصوصا يوم الأحد عندما تهب رياح تراوح سرعتها بين 40 و60 كلم في الساعة فوق بحر إيجه.
بدورها، تواجه إسبانيا وشرق فرنسا وألمانيا وبولندا موجة حارة واسعة. ففي ألمانيا، يُتوقع ارتفاع درجات الحرارة إلى 38 درجة في جزء كبير من البلاد، وفق بيان صدر عن خدمة الأرصاد الجوية السبت. كما يُتوقع هبوب عواصف رعدية شديدة في الغرب والجنوب الغربي مع خطر هبوب رياح تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة.
وفي آسيا، تعاني بعض مناطق جنوب وجنوب شرق الصين، بما في ذلك العاصمة بكين، من موجة حر شديدة مع درجات حرارة بين 35-40 درجة مئوية، وفقا للأرصاد الجوية. وفي أجزاء من مناطق شمال غرب البلاد، يمكن أن تتجاوز بعض المدن 40 درجة مئوية.
في اليابان، دعت السلطات السكان إلى توخي الحذر مع توقع أن تصل درجات الحرارة إلى 39 درجة مئوية يومي الأحد والاثنين في شرق البلاد.
وفي الجهة المقابلة من العالم، اصطلت منذ الجمعة عدة مناطق أمريكية يعيش فيها عشرات الملايين بلهيب الشمس، من كاليفورنيا إلى تكساس.
فقد ارتفعت درجة الحرارة في فينيكس، عاصمة ولاية أريزونا، الجمعة فوق 43 درجة مئوية لليوم الخامس عشر على التوالي، وفقًا لهيئة الأرصاد الأميركية.
في صحراء وادي الموت بولاية كاليفورنيا، ينهمك رجال الإطفاء منذ الجمعة في مكافحة عدة حرائق مستعرة اجتاحت أكثر من 1214 هكتارا وأدت إلى إجلاء أعداد كبيرة من السكان.
وتسبب الدخان الناجم عن الحرائق في كندا، حيث ما زال أكثر من 500 حريق خارج السيطرة، بتلوث الهواء في شمال شرق الولايات المتحدة في حزيران.
على الصعيد العربي سجلت أيضا موجة حر قوية، تأثرت بها كل بلدان شمال أفريقيا. ففي المغرب، أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية عن موجة حر جديدة حتى الثلاثاء تراوح معها درجات الحرارة بين 37 و47 درجة مئوية في عدة ولايات. وتتوالى موجات الحرارة في المنطقة منذ بداية الصيف مع درجات حرارة “أعلى من المتوسط” حتى آب.
وفي الأردن الخاضع لموجة من الحر تجاوزت معها الحرارة 40 درجة مئوية في بعض المناطق، يكافح رجال الإطفاء الحرائق التي نشبت في غابات عجلون في شمال البلاد.
على الصعيد العالمي، كان حزيران الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقا لوكالة كوبرنيكوس الأوروبية ووكالة ناسا الأميركية. بعد ذلك، كان الأسبوع الأول بكامله من شهر تموز الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقا للبيانات الأولية الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. ويقول الخبراء إن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تزيد من شدة موجات الحرارة ومدتها ومعدل تكرارها.
وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الحرارة هي أحد أخطر الأحداث المرتبطة بالطقس. ففي الصيف الماضي، تسببت درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا وحدها في وفاة أكثر من 60 ألف شخص، وفقًا لدراسة حديثة.
المصدر: France24 |