اخبار دولية

المسايرة” بين إسرائيل وإيران حتى دخول “الرئيس” البيت الأبيض

 قبل أيام وقف المرشد الإيراني علي خامنئي وقال: “يجب عدم التقليل من أهمية الإعتداء الإسرائيلي على إيران كما أنه لا يجب تضخيم الأمر بما لا يحتمل”.

كان يُمكن تفسير كلام خامنئي بأنه “يقف في منتصف الطريق” لو لم يستتبعه بالتالي: “ىإن نطاق الهجوم الإسرائيلي على إيران أكبر من أن يتم تجاهله وأن عدم الرد عليه يعني الإعتراف بالهزيمة”.

بالتوازي صرح المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي بأن إيران تدرس وتُقيّم كل الأمور المرتقبة بالأزمة وليس وحدها الإعتداء على إيران، إنما أيضا الأزمة في جنوب  لبنان وغزة من أجل اتخاذ القرار المناسب للرد على الإعتداء الإسرائيلي”.

الواضح أن ملف الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل لم يُغلق. فبعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران والذي طال مواقع عسكرية في ثلاثة مدن وتقليل طهران من تأثير هذه الضربات على بنيتها العسكرية، بدأ الحديث عن استعداد إيران لمهاجمة إسرائيل إنطلاقا من الأراضي العراقية في الأيام المقبلة. والمرجح أن يكون ذلك قبل الإنتخابات الرئاسية الأميركية في 5 تشرين الثاني الجاري. ووفق المصادر فإن الهجوم المرجح تنفيذه عبر استخدام عدد كبير من الطائرات من دون طيار والصواريخ الباليستية سيتم من خلال الفصائل الموالية في العراق وهو ما قد يكون محاولة من إيران لتجنب هجوم إسرائيلي آخر ضد أهداف استراتيجية في الداخل الإيراني.

إذا قرار الرد على الرد اتخذ على مستوى إيران على أن  يكون من الأراضي العراقية، وقيادة الحرس الثوري تُنذر بأنه “سيكون قاسيا ومؤلما ومختلفا عن أي سيناريو قد تتوقعه إسرائيل”.

 إلا أن إسرائيل تؤكد حتى اللحظة أن لا توجد مؤشرات على أن إيران تستعد لمهاجمة إسرائيل وأن التهديدات الإيرانية بالرد ليست إلا رسالة ضغط موجهة إلى واشنطن لكبح جماح تل أبيب عن شن ضربة جديدة على إيران قد تستهدف فيها هذه المرة منشآت الطاقة النووية.فهل سيستمر الرد والرد على الرد بالرسائل والتهديد؟ ومن يملك مفتاح القرار في الخروج من هذه الدائرة؟

إيران حسمت أمرها معلنة أن الهجوم الإسرائيلي لن يمر مرور الكرام. وهذا يعني أن خامنئي اتخذ القرار، والحرس الثوري سينفذ الأوامر لا سيما بعدما اطّلع المرشد بالتفصيل على الخسائر “الحقيقية” التي منيت بها إيران في الإنتقام الإسرائيلي ووقوفه على حجم الأضرار التي لحقت بالقدرات الإيرانية من إنتاج الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي والبيئة الحيوية للطاقة والميناء الرئيسي في الجنوب. من هنا، كان القرار بأن يكون الرد “حتمي وإلا سيُفسَّر على أنه إقرار بالهزيمة” وفق المرشد خامنئي. يبقى توقيت الضربة، هل تكون قبل موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية أو بعده وهل سيكون الرد هذه المرة “قاسياً ومؤلماً” أم مجرد نزهة في سماء الدولتين وما بينهما؟

“ما يحصل بين إسرائيل وإيران هو نوع من مسايرة للولايات المتحدة قبل موعد الإنتخابات الأميركية، بحسب ما تفيد مصادر دبلوماسية  “المركزية”. فقرار الرد الإسرائيلي كان يفترض أن يكون موجعاً، لكنه جاء معتدلاً ومضبوطا ومدروسا بطلب من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. وهذا ما دفع المتشددين في إسرائيل إلى الإعلان عقب انتهاء عملية الرد على إيران إلى الإعلان بأن إسرائيل سترد بشكل موجع في الجولة الثانية.

بالتوازي، تضيف المصادر، فإن الرد على الرد سيبقى مضبوطا إلى حين موعد الإنتخابات الأميركية وهنا يمكن قراءة المشهد على النحو التالي: فإذا ما أراد نتانياهو مساعدة ترامب ورفع حظوظه في الإنتخابات الأميركية يكون موعد الرد الإسرائيلي الثاني قبل الإنتخابات وسيكون موجعا لإظهار مدى ضعف سياسة إدارة بايدن وإحراجه أمام الرأي العام الدولي. 

سعر صرف الدولار

بالنسبة إلى الرد الإيراني فإن أي صاروخ باليستي يوجه نحو إسرائيل سيتم إسقاطه بواسطة الدفاعات الجوية والقواعد الأميركية والحليفة قبل وصوله إلى إسرائيل. من هنا فإن الرد الإسرائيلي هو ما يجب أن يُحسب له ألف حساب.

تأجيل موعد الرد الإيراني على الرد الإسرائيلي محكوم بدوره بنتائج الإنتخابات الأميركية وأي من المرشَحَين سيجلس في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض. ففي حال فوز كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي سيقيّم نتانياهو الضربة وفق سياسة الرئيس الجديد ويسعى إلى مسايرة سياسة الإيرانيين تجاه البيت الأبيض. أما في حال فوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، فتتوقع المصادر أن تشهد الجبهة بين إسرائيل وإيران و لبنان مواجهات عنيفة وسيطلق نتانياهو يده بالمطلق.

وإلى الرئيس الجديد الذي سيدخل البيت الأبيض تتوقف المصادر عند أغلبية الكونغرس الجديد الذي سيتشكل. فإذا ما احتل الجمهوريون غالبية المقاعد فالدعم لرئيس حكومة إسرائيل سيكون مطلقا.عندها يمكنه أن يتحكم بالضربات المطلقة على لبنان وإيران.

حتى الآن لا شيء واضح بشأن الرد الإيراني المرتقب على إسرائيل، “لكنه محكوم بالإنضباط بسبب عدم امتلاكها القدرات العسكرية وأيضا في ظل وجود كل الترسانة العسكرية والبوارج الحربية للدفاع عن إسرائيل، مما يحول دون أن يكون الرد الإيراني موجعا كما يهدد المرشد علي خامنئي. وهذا ما يفسر وفق المصادر أن قرار إيران بالرد عبر أذرعها، وهذه المرة من العراق، بعدما كان التعويل الإيراني على حزب الله من الجنوب  اللبناني.فهل يكون “الذراع العراقي” قادرا على مواجهة إسرائيل وتبييض وجه إيران بعد الخسائر البشرية والهزائم الفادحة التي تكبدها حزب الله حتى اليوم؟   

ما تملكه العراق من ترسانة عسكرية لا يؤمّن الغطاء العسكري الكافي للرد على إسرائيل خصوصا في ظل وجود القواعد العسكرية التابعة للجيش الأميركي وهي قادرة على توجيه ضربات موجعة للعراق أضف إلى ذلك وجود مراكز تابعة للإستخبارات الإسرائيلية في العراق. من هنا لا تستبعد المصادر أن يكون مصير الحشد الشعبي في العراق في حال استخدمت إيران أراضيها للرد على إسرائيل مشابها لمصير الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان ويتحقق نموذج ثلاثة في واحد”تختم المصادر.

المركزية – جوانا فرحات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com