فرار حسان دياب!!
المصدر: ام تي في
لن نراعي الخواطر ولن نحرص على اختيار المفردات والتعابير. اعتبروه قدحاً وذمّاً. اعتبروه تحقيراً. لا يهمّ.
ما يحصل في البلد مريع. مرعب. قلق الناس يزداد على مصيرهم. الشعب متروك. الأزمات تتوالى وتكبر. أما رئيس السلطة التنفيذيّة فغائب تماماً. لا مسعى، لا حلّ، لا خطّة. كوما. رئيس حكومتنا في الكوما.
لم يحصل أن شهدنا مثل هذا الفشل في رئاسة الحكومة وبعض الوزارات. عرفنا، في الحكومات السابقة، الكثير من الوزراء الفاسدين، ولكن لم نعرف مثل هذا الفشل
من حقّنا أن نسأل عن وزير المال، وعن وزير الاقتصاد وعن وزير الصحة؟ من حقّنا أن نتّهمهم بالفشل، وبالعجز أمام ما يعانيه المواطنون.
وإن شئنا الموضوعيّة لحمّلنا المسؤوليّة أيضاً لمن أساء اختيار وزراء الصدفة،
وهذا التوصيف يشمل أكثر من وزيرٍ في الحكومة. ربما يشمل أكثر من نصفها. طبقة سياسيّة فاشلة تأتي بوزراء فاشلين.
والأسوأ هو فرار رئيس الحكومة من مسؤوليّاته. يقول لحاكم مصرف لبنان “أصرف من الاحتياط حتى آخر دولار”.
كيف يحقّ لحسان دياب أن يصرف من أموالنا؟ وكيف يحقّ له مع آخرين في السلطة، بدءاً من رئيس الجمهوريّة،
أن يتفرّجوا على مصائبنا وأن يحمّلوا مسؤوليّة كوارثنا لرياض سلامة، الوحيد الذي يحاول ويبحث عن حلول.
لا. جميعكم مسؤول. الرئيس ورئيس الحكومة ورؤساء الحكومات الذين سبقوه. جميعكم أوصلنا الى وقفة الذلّ في الطوابير.
الى البحث عن دواء من صيدليّة الى أخرى. الى اللاكهرباء التي تتقاتلون على حقيبتها. “فاشلون ومشارطين”. فاشلون ووقحون.
ومن اجتمعوا منذ أشهر في قصر بعبدا وأعلنوا عن مكافحة التطبيقات الهاتفيّة التي تحدّد سعر الدولار في السوق السوداء
والصرّافين الذين يتلاعبون بالدولار يتحمّلون المسؤوليّة أيضاً. أجهزة أمنيّة إما عاجزة أو متآمرة، والسلطة عليها كذلك.
نعلن، إذاً، فرار رئيس الحكومة. إن صدق ما ينقله زوّاره عن نيّته السفر الى الخارج، لن نتفاجأ أو نستغرب.
وجوده هنا لا يختلف عن سفره الى هناك. وجوده مثل غيابه. حبّذا لو يأخذ معه آخرين. نملك لائحة طويلة، إن رغب بذلك…