فن - منوعات

المائدة الميلادية اللبنانية مُرّة.. كم بلغت تكلفتها؟

بقلم شادي هيلانة – أخبار اليوم

“تواجه مئات الآلاف من العائلات اللبنانية ظروفاً معيشية قاسية تجعل من الأعياد إستحقاقات يصعُب تمريرها، ولأن ليلة عيد ميلاد السيد المسيح تـُعد من المناسبات الأساسية التي تقوم على لمّ شمل العائلة والأصدقاء، فبات عشاء ليلة الميلاد، محصوراً فقط بفئات إجتماعية معينة، دون ان يشمل الفقراء وذوي المداخيل المتدنية، لاسيما إن بلغت تكلفة العشاء الميلادي الملايين.

كم بلغت الأسعار؟

ترتكز مائدة عيد الميلاد على أطباق رئيسية مع بعض التغييرات بما يتناسب وموازنة العائلة. وتتصدر تلك الأطباق الحلويات وتحديداً Bûche de Noël المقتبس من التراث الفرنسي، ولا يقل سعر القالب منه المخصص لنحو 8 أشخاص عن المليون ليرة .

ويتربّع الديك الرومي المحشي وسط غالبية الموائد الميلادية، إلا أنّ تكلفته الباهظة التي تقارب المليوني ليرة جعلت البعض يستبدله بالدجاج المحشي… وذلك عند الكثيرين.

ولا تخلو أيّ من الموائد من الكبة النيّة الذي يراوح كيلو اللحوم بين 270 الفاً و350 الف ليرة بحسب المناطق،

وورق العنب والفتوش، أو أيّ نوع آخر من السلطات والمتبلات وغيرها من مقبلات المازة اللبنانية

التي تجاوزت تكلفتها 400 مئة ألف ليرة.

أما المعجنات فحدث ولا حرج اذ انّ دزينة صغيرة من أصناف عدة لن تقل قيمتها عن 80 الف ليرة .

اما عن الحاضر الدائم على مائدة الميلاد لدى الفئات الاجتماعية كلها فهو النبيذ الأحمر

يبدأ سعر زجاجة النبيذ ب 100 ألف ليرة وقد يتخطى المليون او اكثر بحسب الشركة

المصنعة وتاريخ الإنتاج، اما الكارثة بسعر الكستناء الذي تجاوز سعر الكيلو ال250 الفاً.

وفي النتيجة، أنّ مائدة متواضعة لعائلة لبنانية ليلة عيد الميلاد تقارب تكلفتها من 4 الى 5 مليون كمعدل وسطي.

ناريمان مثلاً وهي موظفة دولة، وتتقاضى سنوياً راتبها، تعيش في أعالي

كسروان ستقضي عيد الميلاد مع أمها وشقيقها فلا هم قادرون على الذهاب

الى المدينة ولا اهل المدينة قادرون على زيارتهم بسبب البنزين وغلاء سعر الصفيحة ليقتصر

العشاء على الجبنة واللبنة والخبز المحمص أي أكل الفقراء كما عبرت.

فيما، تلقت رولا مساعدة غذائية من الأرز والفاصوليا والزيت والطحين

والمعجنات

والسكر، فاطمأنت إلى أن هذه الهبة قد لا تتيح لها إعداد مائدة تليق بعيد الميلاد، لكنها ستؤمن لها الطعام وسط الجوع الذي يهدد المزيد من اللبنانيين.

وقالت، كانت حياتنا أفضل رغم الخوف من القذائف، كنا نختبئ في المنزل أو الملاجئ.

لكن اليوم كيف نختبئ من الجوع؟ من الوضع الاقتصادي؟ من كورونا؟ من زعمائنا؟

وختمت رولا بعبارة تخنقها الدموع، “الله لا يوفقهم”!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى