اخبار محلية

تطوّر خطير… ومعلومات “مُقلقة” لدى السفارات الخليجية

تطوّر خطير… ومعلومات “مُقلقة” لدى السفارات الخليجية

بدا واضحاً مناخ الإنقسام العامودي بين المكوّنات اللبنانية بعد الأحداث الأمنية التي انطلقت بشكلٍ متدرِّج بدءًا من الجنوب إلى أحداث القرنة السوداء فالقتال في مخيم عين الحلوة وصولاً إلى الكحالة. فهل يكفي شريط الأحداث هذا والأجواء الإقليمية المتشنجة والتحذيرات الخليجية لرعاياها من البقاء في لبنان، لإطلاق جرس الإنذار لدى الأطراف السياسية الداخلية؟

الخبير العسكري والإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، يؤكد أن إنذار السفارات الخليجية لرعاياها بمغادرة لبنان، رغم قلّة وجود مصطافين خليجيين، دليل على معلومات أن لبنان ليس بخير أمنياً، وبالتالي، هذا مؤشر على حالة انكشاف أمني قد تنتج عن توقف العمل بالإتفاق الإيراني السعودي وثالثهما الصين.


وأوضح العميد ملاعب في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أنه إذا صحّت المعلومات بأن الرياض أبلغت سوريا بعدم فتح سفارتها في دمشق ، فإن مساراً جديداً بدأ في المنطقة، وانعكس مباشرةً في عين الحلوة، حيث أن من قرر و نفذ عملية اغتيال مسؤول أمن المخيم و4 من رفاقه في حركة “فتح”، هي مجموعات إسلامية، وأن فتح هي التي كانت مستهدفة، علماً أنه كان لافتاً عنوان جريدة الأخبار بعد وقف النار في المخيم وهو “جنين مقابل عين الحلوة”، أي أن تكون جنين من حصّة السلطة الفلسطينية و”فتح”، وعين الحلوة من حصّة “حزب الله”.

ويكشف العميد ملاعب عن “تطور خطير بأن تكون هناك نية لدى إيران بالهيمنة على عين الحلوة، بما يمثل من ظهير حافظ لأهالي صيدا ولمدينة سنية كبيرة، ومن الممكن أن يكون الهدف من إنهاء الوضع في عين الحلوة، هو انهاء لوضع صيدا وحصة المدينة في شاطئها، أي أنه إذا كانت توتال تريد ان تفاوض في لبنان على استخراج الغاز من ساحله، فهي ستفاوض القوي، ومن هو القوي؟ هو بالطبع حزب الله الذي يحاول ان تكون كل هذه المناطق بيده”.

وعليه، فإن الإنكشاف الأمني بدأ في عين الحلوة وهذا هو الخطر، يضيف ملاعب، الذي يعتبر أن ما حصل في الكحالة، يثبت أن “من أعلن شعار جيش وشعب ومقاومة، لا يحترم الجيش أو الشعب، لا بل إن المقاومة لديه هي الأساس والباقي هم ملحقون، بدلالة مرور شاحنة ذخيرة في توقيت يكون السير فيه ضاغطاً والحرارة مرتفعة وفي منطقة سكنية، وبالطبع سيؤدي ذلك الى حوادث في أي منطقة وليس فقط في الكحالة”.

وبالتالي، يشير ملاعب، إلى أنه “اذا كان السلاح للمقاومة ومحمياً من الحزب فهو عبارة عن صناديق ذخيرة ، ما يطرح أسئلة عن وجهتها وما إذا كانت ستخزن في أماكن سكنية، فهذا خطر جداً، ودليل على أن المقاومة لا تقيم اعتبارا لمناطق مرور سلاحها أو أماكن تخزينه”.

ومن ناحية أخرى، يقول ملاعب: إذا كان فعلاً هذا الشعار هو جيش وشعب ومقاومة، فقد كان من المفروض التنسيق مع الجيش قبل مرور مثل هذه الآليات وحمولتها ووجهتها، كي لا يستغل أي طرف هذا الأمر، ويدعي آخرون أن هذه الشاحنة للحزب وقد تكون تحمل أسلحة إلى المخيمات أو كبتاغون، فهل يكفي فقط أن نقول سائقها ومرافقوها أنها للحزب حتى تمر بحرية في كل المناطق؟”

وعن تأثير الأجواء الإقليمية على هذا الواقع، يرى العميد ملاعب أن ” مصلحة إيران وأميركا هي في تبريد المناخ في المنطقة، وهدف واشنطن فقط هو عزل روسيا في المنطقة ، ولكن هناك عرقلة إسرائيلية لأي تفاهم بين الطرفين، وهذا ما سينعكس علينا في لبنان، لأن ايران قد تلجأ وعبر شعار وحدة الساحات إلى خربطة الوضع الأمني والتأكيد لإسرائيل أنها صاحبة القرار وليس إسرائيل في المنطقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى