لبنان إلى “مرحلة خطرة” بعد أسابيع
كتب طارق ترشيشي في “الجمهورية”: يقول سياسي مطلع على الموقف الأميركي أن ليس هناك من ارتباط سياسي أو عسكري بين لبنان وغزة، وأنّ الحرب التدميرية التي تشنّها اسرائيل على قطاع غزة لا تمنعها من شنّ حرب انطلاقاً من الحدود اللبنانية الجنوبية.
على انّ السياسي نفسه المطلّع على الموقف الاميركي، يكشف أنّ ما لا يُقال، أو ما يُبحث تحت الطاولة، هو أنّ عدم السماح لـ ««حزب الله» بالانتشار العسكري جنوب نهر الليطاني، انما يعني في المقابل اعترافاً بدوره ونفوذه في شمال الليطاني، أي أن ليس هناك من هدف أو محاولة لاجتثاثه مثلما حاولت اسرائيل ان تفعله ضدّه في حرب 2006.
ويقول السياسي المطلع على الموقف الاميركي في هذا السياق، إنّ الإسرائيليين الذين يتجاهلون خروقاتهم للقرار 1701 لا يتحدثون عن السلاح البعيد المدى والصواريخ الدقيقة والمسيّرات التي يمتلكها ««حزب الله»، ويرون انّه في حال قبل بتنفيذ هذا القرار فإنّ احداً لن يعترض على وجوده ونفوذه اينما كان في لبنان وحتى خارج لبنان. لكن السياسي نفسه يلاحظ انّ الحزب «غير مقتنع حتى الآن بجدّية التهديد الإسرائيلي بالحرب عليه وعلى لبنان، فهذا التهديد كان خمسة موفدين نقلوه، وكان آخرهم وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، التي نقلت الى المسؤولين اللبنانيين الذين التقتهم «تهديداً إسرائيلياً صريحاً» بشن الحرب. ولكن الحزب يعتقد أنّ هذا التهديد هو من باب التهويل ولأسباب داخلية في إسرائيل، وهنا مكمن الخطر»، في رأي هذا السياسي، الذي يضيف «أنّ مكمن الخطر هذا هو أن يخطئ أي طرف التقدير لتكون النتيجة كارثية. إلاّ انّ أحد أسباب عدم شن إسرائيل الحرب على لبنان حتى الآن هو الموقف الأميركي الرافض لها، ولكن عند هدوء الحرب في غزة وانتقالها إلى مرحلة جديدة تتمثل بتمشيط المواقع الفلسطينية المحاصرة بالتزامن مع إدخال إمدادات إنسانية إلى غزة، وكذلك مع دخول الادارة الأميركية في معركة انتخابات الرئاسية، فإنّ لا شيء يمكن ان يمنع اسرائيل من شن هذه الحرب، لأنّ قدرة واشنطن على منعها ستكون ضعيفة، وعلى عكس ما يمكن أن يعتقد ««حزب الله»، فأنّ هذه الحرب إن شُنّت عليه قد لا يجد تعاطفاً وتضامناً خارجياً معه بالحجم الذي يلقاه الفلسطينيون الآن في ضوء حرب غزة، بل على العكس، فإنّ الضغط الديبلوماسي والشعبي في أوروبا ومجمل الغرب سيكون لمصلحة إسرائيل وبنسبة أقل بكثير من غزة.
ad
ويخلص السياسي المطلع على الموقف الاميركي من سرد مجمل هذه المعطيات، ليعود إلى الحديث عن الاستحقاق الرئاسي من زاوية التمديد سنة لقائد الجيش العماد جوزف عون وتداعياته على هذا الاستحقاق، فيتوقع في لحظةً ما أن يبادر رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بعد طول رفض وعدم قبول، الى تأييد ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، هادفاً الى إفقاد التمديد لقائد الجيش «محتواه الرئاسي»، وذلك لإدراكه انّ وصول فرنجية الى رئاسة الجمهورية لا يشكّل تهديداً لمصالحه السياسية والرئاسية الراهنة والمستقبلية، وانّ الخطر الفعلي على هذه المصالح يكمن بوصول قائد الجيش الى قصر بعبدا «كونه يستند إلى أرضية واسعة مسيحية وغير مسيحية»، حسب السياسي ايّاه، الذي يخلص إلى القول إنّ التمديد لقائد الجيش «يشكّل العامل الأساسي لدعم وصول فرنجية إلى رئاسة الجمهورية».