ردات فعل على خطاب السيد ن/ص/رالله أمس
ردات فعل على خطاب السيد ن/ص/رالله أمس
أثار الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، تزامنا مع الذكرى الرابعة لمقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، وبعد ساعات من عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، تعليقات متباينة، في الوقت الذي يعتقد مراقبون أن الكلمة “جاءت دون التوقعات”، بعدما حذر كثيرون من “رد انفعالي” عما جرى.
ويعتقد محللون في حديثهم لِـ”سكاي نيوز عربية”، أن خطاب نصر الله جاء للتأكيد على الابتعاد عن المواجهة المباشرة مع إسرائيل، خوفا من فتح جبهة واسعة للعمليات العسكرية لا تتحملها بيروت في هذا التوقيت.
رى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني أسعد بشارة، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “خطاب الأمين العام لحزب الله يعد امتدادًا للخطابات السابقة منذ 7 تشرين الأول الماضي، والتي عبر فيها عن معادلة واضحة، أن إيران لا تريد الحرب وتريد تجنبها لأنها تعرضت للترهيب والترغيب من الولايات المتحدة، فانكفأت عن دعم غزة مباشرة، واكتفت بدعم جبهات على سبيل التسخين في المنطقة لا أكثر”.
وأضاف، “خطاب نصر الله يأتي في هذا السياق، لأن النموذج الذي ابتدعه حزب الله بعد عملية طوفان الأقصى هو اتباع مواجهة بالمناوشات على أن تكون مضبوطة بخطوط حمراء لا يمكن تجاوزها”.
وأوضح بشارة، أن “كل الكلمة يمكن اختصارها بجملة واحدة، أن إيران وأدواتها في المنطقة مردوعة، وسوى ذلك فلا يعدوا كونه محاولة لبيع الأوهام”.
ومن بيروت، أوضح أستاذ العلاقات الدولية والسياسات الخارجية خالد العزي، أن “الجميع كان يعتقد أن نصر الله سيطلق خطابا زلزالياً مع الإعلان عن رد عنيف ضد إسرائيل، خاصة أن العاروري قتل في مربعه الأمني، وهذه رسالة استفزازية من إسرائيل لدفع حزب الله إلى مواجهة مباشرة”.
وأشار العزي إلى أن “الخطاب لم يوافق التوقعات المرتفعة منذ مساء الثلاثاء، لكنه أكد مع ذلك الاحتفاظ بالرد في الوقت المناسب”.
وأضاف أن “أهم ما ورد في الخطاب هو الشكل الذي يلقي فيه نصر الله الخطاب، حيث كان هادئًا وليس متوترا وكان يناقش بطرق بسيطة، وكأنه يحاول التأكيد على خطابيه الأخيرين في بداية 7 تشرين الأول عندما ظهر لمرتين وأكد أن لبنان هو جبهة مساندة لما يحدث في غزة وليس خط مواجهة مباشرة”.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية، أن “نصر الله أكد على الاستعداد للمواجهة ولكن لن يذهب بها كما يريدها الإسرائيليون، فهو يحدد الوقت والمكان ولا يريد أن ينجر إلى الحالة الموتورة التي تحاول إسرائيل دفعها باتجاه فتح القتال على مصراعيه”.
وفي رأي العزي، حمل الخطاب نقطة مهمة بالتأكيد على حرية القرارات التي يتخذها الحزب وكل أذرع المقاومة بعيدا عن القرار المركزي في إيران، وبالتالي هناك استقلالية لما يقوم به كل طرف من أطراف المقاومة وفق ما يراه مناسبًا.
واختتم حديثه بالقول: إن “نصر الله يخشى المواجهة المباشرة التي قد تؤدي لتلقي ضربات موجعة من إسرائيل”.