اخبار محلية

إلى التفلّت الأمني.. در

لا يكون الردّ على كل التساؤلات المطروحة حول ما حصل من جريمة قتل منسق “القوات اللبنانية” في جبيل باسكال سليمان، إلاّ عبر إيضاحه “من الأول إلى الآخر”، وفق المحلل العسكري الاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، الذي يشهد لمديرية المخابرات في الجيش، سرعة التحرك وسرعة التحقيق وسرعة التوقيف، وإن بقيت غوامض من الممكن أن تنجلي لاحقاً.

فالتساؤلات مشروعة، يقول العميد والمحلل الأمني ملاعب ، حيث يرى أنه في حالة سرقة السيارات، فإن الهدف هو السيارة وليس صاحبها، واذا واجه السارقون عقبات يتركون السيارة في الطريق ولا يقتلون صاحبها، وهذا هو التساؤل الذي يجب أن يوضحه التحقيق، والذي يبدو أن شعبة المعلومات تشارك فيه أيضاً.

لكن البارز في هذه المسألة، يؤكد ملاعب، أن “قائد الجيش العماد جوزيف عون قد أبلغ البطريرك بشارة الراعي بما وصل إليه التحقيق، فيما الخطوة الهامة قد بدرت عن القوات اللبنانية، عبر نزول رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع على الأرض، وبالتالي ومنع أي تفاقم لردود الفعل، وهو دليل وعي واستيعاب جيد للقصة”.

في المقابل، يتحدث ملاعب عن “الخوف لدى الفريق الآخر الذي يقوم بحرب رغماً عن اللبنانيين، ما دفعه إلى أن يوجه سهامه ضد القوات وضد الكتائب، وهذا مستهجن ولا يجوز رفع نبرة الخطاب ورمي الإتهام للقوات بما بما يمكن أن تفعله بحق شيعة جبيل، علماً أن أي شيء ممّا يتخوف منه هذا الفريق، لم يحصل أثناء الأحداث في لبنان ولم يحصل اليوم أيضاً”.

وعلى هذا الصعيد، يقول ملاعب “إننا لم نكن ننتظر هذا الأداء من إعلام المقاومة التي تخوض معركتها مع العدو الإسرائيلي وكلنا معها وندعمها، ولكن على الساحة الداخلية لا يجب أن ينعكس اضطرابها وأن تترك الوضع في الداخل للسلطات الأمنية”.

إلاّ أن ملاعب يشجب ما حصل بحق السوريين، معتبراً أنه “معيب بحقنا كلبنانيين، لأن من نزح عن بلده، سيكون أمام نزوح مرة ثانية في لبنان، علماً أن التقصير أتى من الدولة التي لم تتعامل مع ملف النزوح منذ بدايته بالطريقة المناسبة، رغم أن قيادة الجيش طلبت منذ العام 2011 ووجهت 4 كتب إلى الحكومة لوضع خطة طوارىء للتعامل مع النزوح ولكن كان قرار بانفلاشهم بهذه الطريقة، في ظل غياب أي قيود لهم وعدم تسليم الداتا بشكل كامل إلى الدولة”.

وإزاء هذا الواقع، يقترح ملاعب حلاً وهو عبر التنسيق مع الدولة السورية من أجل إعطاء فترة سماح من الخدمة الإلزامية في الجيش السوري، وعندها فإن 75 بالمئة من العائلات السورية التي يواجه أبناؤها هذا الأمر، سيعودون إلى سوريا، خصوصاً وأن الجيش السوري عاجز عن استيعاب المزيد من الجنود وهو لن يتمكن من إطعامهم”.

وعن المخاوف حول الوضع الأمني يقرّ ملاعب “بأننا نذهب باتجاه فلتان أمني، وبنشاطٍ للعصابات المنظمة في ظل الوضع الحالي والبيئة الحاضنة لها”، لكنه يأمل من المسؤولين على الأحزاب الذين يمسكون بالوضع حالياً، ان ينزلوا عن الشجرة ولا يسمحوا بالوصول إلى انفجار داخلي،لأنه ليس من مصلحة كل القوى اللبنانية حصول مثل هذا الإنفجار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى