اخبار محلية

جعجع يدرس ويُخطّط… متى التنفيذ

اليوم، يُدفن جثمان منسق “القوات اللبنانية” في جبيل باسكال سليمان، وسط حشد شعبي قواتي عارم. اليوم يودّع الرفاق رفيقهم الذي لطالما تميّز بأخلاقه النبيلة وصفاته الحميدة.

اليوم تُذرف الدموع، وغدًا يوم آخر.

بقدر الغضب الذي عمّ القاعدة الشعبيّة القواتيّة منذ اللحظة الأولى لعملية الاختطاف، بقدر ما أمسك رئيس “القوات” سمير جعجع غضبه وألمه وسارع الى ضبط الشارع من أي تداعيات قد توصل إلى نتائج لا تحمد عقباها بحضوره إلى منسقيّة جبيل الأحد الماضي. إلّا أنّ ما نُقل عن جعجع إلى المحازبين أنّ غضبه سيتحوّل إلى درس وتخطيط وتنفيذ ليتناسب الرّد مع هول الحادثة.

وأكّد مصدر في “القوات”، أنّ “الكيل طفح عند الجميع، ولن نقبل باستمرار قتل خيرة شبابنا أكان من “القوات” أو أي فرد آخر”، لافتًا إلى أنّ “السخط عارم ليس على مستوى “القوات اللبنانية” فقط، إنّما على مستوى جميع اللبنانيين”.

وفي حديث لموقع mtv، عبّر المصدر عن الاستياء العام من الحالة التي وصل إليها لبنان أمنيًّا. وقال: “بتنا مكشوفين أمنيًّا لدرجة كبيرة، ومنطق اللادولة أوصل بالبلد إلى انهيار الاقتصاد وتكبيده خسائر كبيرة واليوم الملف الأمني يفرض نفسه من باب النزوح السوري ودور “حزب الله” الإقليمي وأجندته الإيرانية”.

ووفق معلومات موقع mtv، أبلغ قائد الجيش جوزيف عون رئيس حزب “القوات”، منذ ليل الأحد، أنّ ما حصل مع سليمان هو عملية سرقة. وأشار المصدر إلى “انتظار “القوات” نهاية التحقيقات التي نريدها سريعة وواضحة ومثبّتة في الوقائع، ولن نقبل بتكرار مقولة أحمد أبو عدس ومن معه بأنهم من اغتالوا الشهيد رفيق الحريري أيضًا”. وأضاف: “الثابتة الوحيدة هي أنّ باسكال سليمان مسؤول حزبي وأنّ الجريمة سياسيّة وتطال الرأي الحرّ وكرامة الناس”.

وردّ المصدر على كلّ من رأى في موقف “القوات” وتحرّكهم في الشارع محاولة للاستفادة من دم سليمان وتوظيفه لغايات مشبوهة وفتنوية، وعدم الاقتناع بما توصّل إليه التحقيق، قائلًا: “ليضعوا أوّلًا سلاحهم تحت إمرة الدولة اللبنانية والقوى الأمنية الشرعية ومن ثمّ يملون علينا كيف نتعاطى مع مؤسسات الدولة وليسلّموا المطلوبين إلى القضاء في قضية الشهيد رفيق الحريري وصولًا إلى ملف انفجار المرفأ”. وأردف: “الغيارى على مصلحة المؤسسات هم أكثر من “مسَّح كرامة المؤسسات بالأرض ودعوسوها” ونشكرهن على غيرتهم على مصلحة دم الشعب اللبناني”.

عمليًّا ماذا ستفعل “القوات” على الأرض؟

المواجهة المفتوحة مع منظومة الدويلة المتمثّلة في “حزب الله” مستمرّة بالتوازي مع تفعيل الإجراءات والقرارات في ملف اللاجئين السوريين. وأعلن المصدر “القواتي” أنّ “هناك فريقًا كبيرًا في المعارضة يعمل بتجانس وتنسيق في كلّ القضايا، والموقف إلى مزيد من الوحدة وأي مأساة جديدة قد تحصل، لا سمح الله، لن تؤدي إلّا إلى مزيد من اللُحمة بين قوى المعارضة لأنّ موقفنا من “حزب الله” موقف مبدئي ونابع من قناعة، إذ لا قضية أهم من خسارة خيرة شبابنا وهؤلاء أهم من مصالح إيران ومن مقاومته المزيّفة مع إسرائيل ومن قضاياه البعيدة كل البعد عن أولويات اللبنانيين”. وأكّد المصدر بأنّ “المطالبة بعودة اللاجئين السوريين أصبحت أكثر إلحاحًا، بعدما أصبح واضحًا عدد الأعمال الإجرامية والمخلّة بالأمن التي يقوم بها بعضهم، ولكن “القوات” تشدِّد في الوقت نفسه بأنّ المطالبة بعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم شيء، والتصرُّف بحقد وهمجيّة شيء آخر مختلف تمامًا”. 

سيعود القواتيّون إلى الأرض، وهذه المرّة ليس لقطع الأوتوستراد، إنّما لقطع الطريق على كلّ من لا يريد لبنان دولة يعيش فيها أبناؤها بسلام وأمان وحريّة. وساعة الصفر يُترك لمعراب تحديدها.

 مريم حرب -موقع mtv

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى